صفحة جزء
آ. (22) قوله : وتلك نعمة : فيه وجهان أحدهما: أنه خبر على سبيل التهكم أي: إن كان ثم نعمة فليست إلا أنك جعلت قومي عبيدا لك. وقيل: حرف الاستفهام محذوف لفهم المعنى أي: أو تلك وهذا مذهب الأخفش، وجعل من ذلك قول الشاعر:

[ ص: 518 ]

3509 - أفرح أن أرزأ الكرام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



وقد تقدم هذا مشبعا في سورة النساء عند قوله تعالى: "وما أصابك من سيئة فمن نفسك" وفي غيره.

قوله: "أن عبدت" فيه أوجه، أحدها: أنها في محل رفع عطف بيان لـ "تلك"، كقوله: "وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع". الثاني: أنها في محل نصب مفعولا من أجله. والثالث: أنها بدل من "نعمة". الرابع: أنها بدل من "ها" في "تمنها". الخامس: أنها مجرورة بباء مقدرة أي: بأن عبدت. السادس: أنها خبر مبتدأ مضمر أي: هي. السابع: أنها منصوبة بإضمار أعني. والجملة من "تمنها" صفة لنعمة. و "تمن" يتعدى بالباء فقيل: هي محذوفة أي: تمن بها، وقيل: ضمن "تمن" معنى تذكر.

التالي السابق


الخدمات العلمية