صفحة جزء
آ. (263) قوله تعالى: قول معروف : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مبتدأ وساغ الابتداء بالنكرة لوصفها وللعطف عليها. و "مغفرة" عطف عليه، وسوغ الابتداء بها العطف أو الصفة المقدرة، إذ التقدير: ومغفرة من السائل أو من الله. و "خير" خبر عنهما. [وقال أبو البقاء في هذا الوجه: "والتقدير: وسبب مغفرة]، لأن المغفرة من الله تعالى، فلا تفاضل بينها وبين فعل العبد، ويجوز أن تكون المغفرة مجاوزة المزكي واحتماله للفقير، فلا يكون فيه حذف مضاف".

[ ص: 585 ] والثاني: أن "قول معروف" مبتدأ وخبره محذوف أي: أمثل أو أولى بكم، و "مغفرة" مبتدأ، و "خير" خبرها، فهما جملتان، ذكره المهدوي وغيره. قال ابن عطية: "وهذا ذهاب برونق المعنى". والثالث: أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: المأمور به قول معروف.

قوله: "يتبعها أذى" في محل جر صفة لصدقة، ولم يعد ذكر المن فيقول: يتبعها من وأذى، لأن الأذى يشمل المن وغيره، وإنما ذكر بالتنصيص في قوله: "لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى" لكثرة وقوعه من المتصدقين وعسر تحفظهم منه، ولذلك قدم على الأذى.

التالي السابق


الخدمات العلمية