صفحة جزء
آ. (77) قوله : عدو : اللغة العالية إفراد "عدو" وتذكيره. قال تعالى: "هم العدو". وإنما فعل به ذلك تشبيها بالمصادر نحو: الولوع والقبول. وقد يقال: أعداء وعدوة. وقوله: "عدو لي" على أصله من غير تقدير مضاف ولا قلب. وقيل: الأصنام لا تعادي لأنها جماد، فالتقدير: فإن عبادهم عدو لي. وقيل: بل في الكلام قلب، تقديره: فإني عدو لهم وهذان مرجوحان لاستقامة الكلام بدونهما.

قوله: "إلا رب العالمين" فيه وجهان، أحدهما: أنه منقطع أي: لكن رب العالمين ليس بعدو لي. وقال الجرجاني: "فيه تقديم وتأخير أي: أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون، إلا رب العالمين فإنهم عدو لي، و "إلا" بمعنى [682/ب] "دون" و "سوى". والثاني: أنه متصل. وهو قول الزجاج; لأنهم كانوا يعبدون الله تعالى والأصنام.

[ ص: 531 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية