صفحة جزء
آ. (5) قوله: الأخسرون : في أفعل قولان، أحدهما: - وهو الظاهر- أنها على بابها من التفضيل، وذلك بالنسبة إلى الكفار من حيث اختلاف الزمان والمكان. يعني: أنهم أكثر خسرانا في الآخرة منهم في الدنيا، أي: إن خسرانهم في الآخرة أكثر من خسرانهم في الدنيا. وقال جماعة منهم الكرماني: "هي هنا للمبالغة لا للشركة; لأن المؤمن لا خسران له في الآخرة البتة". وقد تقدم جواب ذلك: وهو أن الخسران راجع إلى شيء واحد. باعتبار اختلاف زمانه ومكانه.

[ ص: 572 ] وقال ابن عطية: "الأخسرون جمع "أخسر" لأن أفعل صفة لا يجمع، إلا أن يضاف فتقوى رتبته في الأسماء، وفي هذا نظر". قال الشيخ: "ولا نظر في أنه يجمع جمع سلامة أو جمع تكسير إذا كان بأل، بل لا يجوز فيه إلا ذلك، إذا كان قبله ما يطابقه في الجمعية. فتقول: "الزيدون هم الأفضلون والأفاضل" و "الهندات هن الفضليات"، والفضل. وأما قوله: "لا يجمع إلا أن يضاف" فلا يتعين إذ ذاك جمعه، بل إذا أضيف إلى نكرة لا يجوز جمعه، وإن أضيف إلى معرفة جاز فيه الجمع والإفراد".

التالي السابق


الخدمات العلمية