صفحة جزء
آ. (23) قوله : وأوتيت : يجوز أن تكون معطوفة على "تملكهم". وجاز عطف الماضي على المضارع; لأن المضارع بمعناه أي: ملكتهم. ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال من مرفوع "تملكهم"، و "قد" معها مضمرة عند من يرى ذلك.

وقوله: "من كل شيء" عام مخصوص بالعقل لأنها لم تؤت ما أوتيه سليمان.

قوله: "ولها عرش" يجوز أن تكون هذه جملة مستقلة بنفسها سيقت للإخبار بها، وأن تكون معطوفة على "أوتيت"، وأن تكون حالا من مرفوع "أوتيت". والأحسن أن تجعل الحال الجار، و "عرش" مرفوع به، وبعضهم يقف على "عرش"، ويقطعه عن نعته. قال الزمخشري: "ومن نوكى القصاص من يقف على قوله: "ولها عرش" ثم يبتدئ "عظيم وجدتها" يريد: أمر عظيم أن وجدتها، فر من استعظام الهدهد عرشها فوقع في عظيمة وهي مسخ كتاب الله". قلت: النوكى: الحمقى جمع أنوك. وهذا الذي ذكره من أمر الوقف نقله الداني عن نافع، وقرره، وأبو بكر بن الأنباري، ورفعه إلى [ ص: 598 ] بعض أهل العلم، فلا ينبغي أن يقال: "نوكى القصاص". وخرجه الداني على أن يكون "عظيم" مبتدأ و "وجدتها" الخبر. وهذا خطأ كيف يبتدأ بنكرة من غير مسوغ، ويخبر عنها بجملة لا رابط بينها وبينه؟ والإعراب ما قاله الزمخشري: من أن عظيما صفة لمحذوف خبرا مقدما [و "وجدتها" مبتدأ مؤخر مقدرا معه حرف مصدري أي: أمر عظيم وجداني إياها وقومها غير عابدي الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية