صفحة جزء
آ. (43) قوله : وصدها ما كانت تعبد : في فاعل "صد" ثلاثة أوجه، أحدها: ضمير الباري. والثاني: ضمير سليمان. وعلى هذا فـ "ما كانت تعبد" منصوب على إسقاط الخافض أي: وصدها الله، أو سليمان، عن ما كانت تعبد من دون الله، قاله الزمخشري مجوزا له. وفيه نظر: من حيث إن حذف الجار ضرورة كقوله:


3573 - تمرون الديار ولم تعوجوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



[ ص: 618 ] كذا قاله الشيخ. وقد تقدم لك آيات كثيرة من هذا النوع فلهذه بهن أسوة. والثالث: أن الفاعل هو "ما كانت" أي: صدها ما كانت تعبد عن الإسلام وهذا واضح. والظاهر أن الجملة من قوله "وصدها" معطوفة على قوله: "وأوتينا" . وقيل: هي حال من قوله: "أم تكون من الذين" و "قد" مضمرة وهذا بعيد جدا. وقيل: هو مستأنف إخبار من الله تعالى بذلك.

قوله: "إنها" العامة على كسرها استئنافا وتعليلا. وقرأ سعيد بن جبير وأبو حيوة بالفتح، وفيها وجهان، أحدهما: أنها بدل من "ما كانت تعبد"، أي: وصدها أنها كانت. والثاني: أنها على إسقاط حرف العلة أي: لأنها، فهي قريبة من قراءة العامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية