صفحة جزء
آ . (4) قوله : في بضع : متعلق بما قبله . وتقدم تفسير البضع واشتقاقه في يوسف . وقال الفراء : " الأصل في " غلبهم " : غلبتهم بتاء التأنيث فحذفت للإضافة كـ " وإقام الصلاة " . وغلطه النحاس : بأن إقام الصلاة قد يقال فيه ذلك لاعتلالها ، وأما هنا فلا ضرورة تدعو إليه .

[ ص: 31 ] وقرأ ابن السميفع وأبو حيوة " غلبهم " بسكون اللام ، فتحتمل أن تكون تخفيفا شاذا ، وأن تكون لغة في المفتوح كالظعن والظعن .

قوله : من قبل ومن بعد العامة على بنائهما ضما لقطعهما عن الإضافة . وأراد بها أي : من قبل الغلب ومن بعده . أو من قبل كل أمر ومن بعده . وحكى الفراء كسرهما من غير تنوين . وغلطه النحاس ، وقال : " إنما يجوز من قبل ومن بعد يعني مكسورا منونا " . قلت : وقد قرئ بذلك . ووجهه أنه لم ينو إضافتهما فأعربهما كقوله :


3642 - فساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء القراح



[وقوله : ]


3643 - ونحن قتلنا الأسد أسد خفية     فما شربوا بعدا على لذة خمرا



[ ص: 32 ] وحكي " من قبل " بالتنوين والجر ، " ومن بعد " " بالبناء على الضم .

وقد خرج بعضهم ما حكاه الفراء على أنه قدر أن المضاف إليه موجود فترك الأول بحاله . وأنشد :


3644 - ... ... ... ...     بين ذراعي وجبهة الأسد



والفرق لائح ; فإن في اللفظ مثل المحذوف ، على خلاف في تقدير البيت أيضا .

قوله : " ويومئذ " أي : إذ يغلب الروم فارس . والناصب لـ " يوم " " يفرح " .

التالي السابق


الخدمات العلمية