صفحة جزء
آ . (40) قوله : الله الذي خلقكم : يجوز في خبر الجلالة وجهان ، أظهرهما : أنه الموصول بعدها . الثاني : أنه الجملة من قوله هل من شركائكم من يفعل والموصول صفة للجلالة . وقدر الزمخشري الرابط بين المبتدأ والجملة الواقعة خبرا فقال : " وقوله : " من ذلكم " هو الذي ربط الجملة بالمبتدأ ; لأن معناه من أفعاله " . قال الشيخ : " والذي ذكره النحويون أن اسم الإشارة يكون رابطا إذا أشير به إلى المبتدأ ، وأما " ذلك " هنا فليس إشارة إلى المبتدأ لكنه شبيه بما أجازه الفراء من الربط بالمعنى ، وخالفه الناس ، وذلك في قوله : والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن قال : " التقدير : يتربص أزواجهم " . فقدر الربط بمضاف إلى ضمير الذين فحصل به الربط ، كذلك قدر الزمخشري " من ذلكم " : " من أفعاله " بمضاف إلى الضمير العائد إلى المبتدأ " .

قوله : " من شركائكم " خبر مقدم و " من " للتبعيض . و " من يفعل " هو المبتدأ و " من ذلكم " متعلق بمحذوف لأنه حال من " شيء " بعده ; فإنه في الأصل صفة له . و " من " الثالثة مزيدة في المفعول به ; لأنه في حيز النفي المستفاد من الاستفهام . والتقدير : ما الذي يفعل شيئا من ذلكم من شركائكم .

[ ص: 49 ] وقال الزمخشري : " ومن الأولى والثانية كل واحدة مستقلة بتأكيد لتعجيز شركائهم وتجهيل عبدتهم " . قال الشيخ : " ولا أدري ما أراد بهذا الكلام ؟ "

وقرأ الأعمش " تشركون " خطابا .

التالي السابق


الخدمات العلمية