آ . (27) قوله :
والبحر : قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بالنصب ، والباقون بالرفع . فالنصب من وجهين ، أحدهما : العطف على اسم " أن " . أي : ولو أن البحر ، و "
يمده " الخبر . والثاني : النصب بفعل مضمر يفسره "
يمده " والواو حينئذ للحال . والجملة حالية ، ولم يحتج إلى ضمير رابط بين الحال وصاحبها ، للاستغناء عنه بالواو . والتقدير : ولو أن الذي في الأرض حال كون البحر ممدودا بكذا .
وأما الرفع فمن وجهين ، أحدهما : العطف على أن وما في حيزها . وقد
[ ص: 68 ] تقدم لك في " أن " الواقعة بعد " لو " مذهبان : مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه الرفع على الابتداء ، ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد على الفاعلية بفعل مقدر ، وهما عائدان هنا . فعلى مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه يكون تقدير العطف : ولو البحر . إلا أن الشيخ قال : إنه لا يلي " لو " المبتدأ اسما صريحا إلا في ضرورة ، كقوله :
3660 - لو بغير الماء حلقي شرق ... ... ... ...
وهذا القول يؤدي إلى ذلك . ثم أجاب بأنه يغتفر في المعطوف ما لا يغتفر في المعطوف عليه كقولهم : " رب رجل وأخيه يقولان ذلك " . وعلى مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد يكون تقديره : ولو ثبت البحر ، وعلى التقديرين يكون " يمده " جملة حالية من البحر .
والثاني : أن " البحر " مبتدأ ، و " يمده " الخبر ، والجملة حالية كما تقدم في جملة الاشتغال ، والرابط الواو . وقد جعله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري سؤالا وجوابا . وأنشد :
[ ص: 69 ] 3661 - وقد أغتدي والطير في وكناتها ... ... ... ...
و "
من شجرة " حال : إما من الموصول ، أو من الضمير المستتر في الجار الواقع صلة ، و "
أقلام " خبر " أن " . قال الشيخ : " وفيه دليل على من يقول -
nindex.php?page=showalam&ids=14423كالزمخشري ومن يتعصب له من العجم - على أن خبر " أن " الواقعة بعد " لو " لا يكون اسما البتة لا جامدا ولا مشتقا ، بل يتعين أن يكون فعلا " قال : " وهو باطل " وأنشد :
3662 - ولو أنها عصفورة لحسبتها مسومة تدعو عبيدا وأزنما
وقال :
3663 - ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
[ ص: 70 ] وقال :
3664 - ولو أن حيا فائت الموت فاته أخو الحرب فوق القارح العدوان
قال : " وهو كثير في كلامهم " . قلت : وقد تقدم أول هذا الموضوع أن هذه الآية ونحوها تبطل ظاهر قول المتقدمين في " لو " أنها حرف امتناع لامتناع ; إذ يلزم محذور عظيم : وهو أن ما بعدها إذا كان منفيا لفظا فهو مثبت معنى ، وبالعكس . وقوله : "
ما نفدت " منفي لفظا ، فلو كان مثبتا معنى فسد المعنى ، فعليك بالالتفات إلى أول البقرة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله " وبحر " بالتنكير وفيه وجهاه معرفا . وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعها بعد واو الحال ، وهو معدود من مسوغات الابتداء بالنكرة . وأنشدوا :
3665 - سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق
وبهذا يظهر فساد قول من قال : إن في هذه القراءة يتعين القول بالعطف على " أن " ، كأنه توهم أنه ليس ثم مسوغ .
[ ص: 71 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي " تمده " بالتأنيث لأجل "
سبعة " .
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723وابن هرمز nindex.php?page=showalam&ids=16258وابن مصرف " يمده " بالياء من تحت مضمومة وكسر الميم من أمده . وقد تقدم اللغتان في آخر الأعراف وأوائل البقرة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " فإن قلت : لم قيل : "
من شجرة " بالتوحيد ؟ قلت : أريد تفصيل الشجر وتقصيها شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر واحدة إلا قد بريت أقلاما " . قال الشيخ : وهو من وقوع المفرد موقع الجمع والنكرة موقع المعرفة ، كقوله :
ما ننسخ من آية قلت : وهذا يذهب بالمعنى الذي أبداه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وقال أيضا : " فإن قلت : " الكلمات " جمع قلة ، والموضع موضع تكثير ، فهلا قيل : كلم . قلت : معناه أن كلماته لا تفي بكتبتها البحار ، فكيف بكلمه " ؟ قلت : يعني أنه من باب التثنية بطريق الأولى . ورده الشيخ : بأن جمع السلامة متى عرف بأل غير العهدية أو أضيف عم . قلت للناس خلاف في " أل " هل تعم أو لا ؟ وقد يكون
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ممن لا يرى العموم ، ولم يزل الناس يسألون في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان رضي الله عنه :
[ ص: 72 ] 3666 - لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... ... ... ...
ويقولون : كيف أتى بجمع القلة في مقام المدح ؟ ولم لم يقل الجفان ؟ وهو تقرير لما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري واعتراف بأن أل لا تؤثر في جمع القلة تكثيرا .