صفحة جزء
آ . (10) قوله : أإذا ضللنا : تقدم اختلاف القراء في الاستفهامين في سورة الرعد . والعامل في " إذا " محذوف تقديره : نبعث أو نخرج ، لدلالة " خلق جديد " عليه . ولا يعمل فيه " خلق جديد " لأن ما بعد " إن " والاستفهام لا يعمل فيما قبلهما . وجواب " إذا " محذوف إذا جعلتها شرطية .

وقرأ العامة " ضللنا " بضاد معجمة ولام مفتوحة بمعنى : ذهبنا وضعنا ، من قولهم : ضل اللبن في الماء . وقيل : غيبنا . قال النابغة :


3670 - فآب مضلوه بعين جلية وغودر بالجولان حزم ونائل

[ ص: 84 ] والمضارع من هذا : يضل بكسر العين وهو كثير . وقرأ يحيى ابن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء بكسر اللام ، وهي لغة العالية . والمضارع من هذا يضل بالفتح . وقرأ علي وأبو حيوة " ضللنا " بضم الضاد وكسر اللام المشددة من ضلله بالتشديد .

وقرأ علي أيضا وابن عباس والحسن والأعمش وأبان بن سعيد " صللنا " بصاد مهملة ولام مفتوحة . وعن الحسن أيضا " صللنا " بكسر الصاد . وهما لغتان . يقال : صل اللحم يصل ، ويصل بفتح الصاد وكسرها لمجيء الماضي مفتوح العين ومكسورها . ومعنى صل اللحم : أنتن وتغيرت رائحته . ويقال أيضا : أصل بالألف قال :


3671 - تلجلج مضغة فيها أنيض     أصلت ، فهي تحت الكشح داء



وقال النحاس : " لا نعرف في اللغة " صللنا " ولكن يقال : صل اللحم ، وأصل ، وخم وأخم " وقد عرفها غير أبي جعفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية