صفحة جزء
آ . (19) قوله : أشحة : العامة على نصبه . وفيه وجهان ، أحدهما ، أنه منصوب على الشتم . والثاني : على الحال . وفي العامل فيه أوجه ، أحدها : " ولا يأتون " قاله الزجاج . الثاني : " هلم إلينا " . قاله الطبري . الثالث : يعوقون مضمرا . قاله الفراء . الرابع : المعوقين . الخامس : " القائلين " . ورد هذان الوجهان الأخيران : بأن فيهما الفصل بين أبعاض الصلة بأجنبي . وفي الرد نظر ; لأن الفاصل بين أبعاض الصلة من متعلقاتها . وإنما يظهر الرد على الوجه الرابع لأنه قد عطف على الموصول قبل تمام صلته فتأمله فإنه حسن . وأما " ولا يأتون " فمعترض ، والمعترض لا يمنع من ذلك .

وقرأ ابن أبي عبلة " أشحة " بالرفع على خبر ابتداء مضمر أي : هم أشحة . وأشحة جمع شحيح ، وهو جمع لا ينقاس ; إذ قياس فعيل الوصف الذي عينه ولامه من واد واحد أن يجمع على أفعلاء نحو : خليل وأخلاء ، وظنين وأظناء وضنين وأضناء . وقد سمع أشحاء ، وهو القياس . والشح : البخل . وقد تقدم في آل عمران .

[ ص: 106 ] قوله : " ينظرون " في محل حال من مفعول " رأيتهم " لأن الرؤية بصرية .

قوله : " تدور " إما حال ثانية ، وإما حال من " ينظرون " .

قوله : " كالذي يغشى " يجوز فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون حالا من " أعينهم " أي : تدور أعينهم حال كونها مشبهة عين الذي يغشى عليه من الموت . الثاني : أنه نعت مصدر مقدر لقوله " ينظرون " تقديره : ينظرون إليك نظرا مثل نظر الذي يغشى عليه من الموت ، ويؤيده الآية الأخرى " ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت " . الثالث : أنه نعت لمصدر مقدر أيضا لـ " تدور " أي : دورانا مثل دوران عين الذي . وهو على الوجهين مصدر تشبيهي .

قوله : " سلقوكم " يقال : سلقه أي : اجترأ عليه في خطابه ، وخاطبه مخاطبة بليغة . وأصله البسط ومنه : سلق امرأته أي : بسطها وجامعها . قال مسيلمة لسجاح لعنهما الله تعالى :


3684 - ألا هبي إلى المضجع فإن شئت سلقناك     وإن شئت على أربع
... ... ... ...



والسليقة : الطبيعة المتأتية . والسليق : المطمئن من الأرض . وخطيب مسلاق وسلاق . ويقال بالصاد قال الشاعر :

[ ص: 107 ]

3685 - فصلقنا في مراد صلقة     وصداء ألحقتهم بالثلل



و " أشحة " نصب على الحال من فاعل " سلقوكم " . وابن أبي عبلة على ما تقدم في أختها .

التالي السابق


الخدمات العلمية