صفحة جزء
آ . (5) قوله : أليم : قرأ ابن كثير وحفص هنا ، وفي الجاثية ، " أليم " بالرفع . والباقون بالخفض . فالرفع على أنه نعت لـ " عذاب " [ ص: 152 ] والخفض على أنه نعت لـ " رجز " إلا أن مكيا ضعف قراءة الرفع واستبعدها قال : " لأن الرجز هو العذاب فيصير التقدير : عذاب أليم من عذاب ، وهذا معنى غير متمكن " . قال : " والاختيار خفض " أليم " لأنه أصح في التقدير والمعنى ; إذ تقديره : لهم عذاب من عذاب أليم ، أي : هذا الصنف من أصناف العذاب لأن العذاب بعضه آلم من بعض " . قلت : وقد أجيب عما قاله مكي : بأن الرجز مطلق العذاب ، فكأنه قيل لهم : هذا الصنف من العذاب من جنس العذاب . وكأن أبا البقاء لحظ هذا حيث قال : " وبالرفع صفة لـ عذاب ، والرجز مطلق العذاب " .

قوله : " والذين سعوا " يجوز فيه وجهان ، أظهرهما : أنها مبتدأ و " أولئك " وما بعده خبره . والثاني : أنه عطف على الذين قبله أي : ويجزي الذين سعوا ، ويكون " أولئك " الذي بعده مستأنفا ، و " أولئك " الذي قبله وما في حيزه معترضا بين المتعاطفين .

التالي السابق


الخدمات العلمية