صفحة جزء
آ . (7) قوله : إذا مزقتم : " إذا " منصوب بمقدر أي : تبعثون وتجزون وقت تمزيقكم لدلالة إنكم لفي خلق جديد عليه .

ولا يجوز أن يكون العامل " ينبئكم " لأن التنبئة لم تقع ذلك الوقت . ولا " خلق جديد " لأن ما بعد " إن " لا يعمل فيما قبلها . ومن توسع في الظرف أجازه . هذا إذا جعلنا " إذا " ظرفا محضا . فإن جعلناه شرطا كان جوابها مقدرا أي : تبعثون ، وهو العامل في " إذا " عند جمهور النحاة .

وجوز الزجاج والنحاس أن يكون معمولا لـ " مزقتم " . وجعله ابن عطية خطأ وإفسادا للمعنى . قال الشيخ : " وليس بخطأ ولا إفساد . وقد اختلف في العامل في " إذا " الشرطية ، وبينا في " شرح التسهيل " أن الصحيح أن العامل فيها فعل الشرط كأخواتها من أسماء الشرط " . قلت : لكن الجمهور على خلافه . ثم قال الشيخ : " والجملة الشرطية يحتمل أن تكون معمولة لـ " ينبئكم " لأنه في معنى : يقول لكم إذا مزقتم : تبعثون . ثم أكد ذلك بقوله : إنكم لفي خلق جديد . ويحتمل أن يكون إنكم لفي خلق معلقا لـ " ينبئكم " سادا مسد [ ص: 155 ] المفعولين ، ولولا اللام لفتحت " إن " وعلى هذا فجملة الشرط اعتراض . وقد منع قوم التعليق في " أعلم " وبابها ، والصحيح جوازه . قال :


3717 - حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى



وقرأ زيد بن علي بإبدال الهمزة ياء . وعنه " ينبئكم " من أنبأ كأكرم .

وممزق فيه وجهان ، أحدهما : أنه اسم مصدر ، وهو قياس كل ما زاد على الثلاثة أي : يجيء مصدره وزمانه ومكانه على زنة اسم مفعوله أي : كل تمزيق . والثاني : أنه ظرف مكان . قاله الزمخشري ، أي : كل مكان تمزيق من القبور وبطون الوحش والطير . ومن مجيء مفعل مجيء التفعيل قوله :


3718 - ألم تعلم مسرحي القوافي     فلا عيا بهن ولا اجتلابا



أي : تسريحي . والتمزيق : التخريق والتقطيع . يقال : ثوب ممزق وممزوق . ويقال : مزقه فهو مازق ومزق أيضا . قال : [ ص: 156 ]

3719 - أتاني أنهم مزقون عرضي      ... ... ... ...



وقال الممزق العبدي - وبه سمي الممزق :


3720 - فإن كنت مأكولا فكن خير آكل     وإلا فأدركني ولما أمزق



أي : ولما أبل وأفن .

و " جديد " عند البصريين بمعنى فاعل يقال : جد الشيء فهو جاد وجديد ، وعند الكوفيين بمعنى مفعول من جددته أي : قطعته .

التالي السابق


الخدمات العلمية