صفحة جزء
آ . (9) قوله : أفلم : فيه الرأيان المشهوران : قدره الزمخشري : أعموا فلم يروا ، وغيره يدعي أن الهمزة مقدمة على حرف العطف .

قوله " من السماء " بيان للموصول فتتعلق بمحذوف . ويجوز أن يكون حالا فتتعلق به أيضا . قيل : وثم حال محذوفة تقديره : أفلم يروا إلى كذا مقهورا تحت قدرتنا أو محيطا بهم . ثم قال : إن نشأ .

قوله : " إن نشأ " قرأ الأخوان " يشأ " يخسف ، يسقط ، بالياء في [ ص: 158 ] الثلاثة . والباقون بنون العظمة فيها ، وهما واضحتان . وأدغم الكسائي الفاء في الباء ، واستضعفها الناس من حيث أدغم الأقوى في الأضعف . قال الفارسي : " وذلك لا يجوز ; لأن الباء أضعف في الصوت من الفاء فلا تدغم فيها ، وإن كانت الباء تدغم فيها نحو : " اضرب فلانا " كما تدغم الباء في الميم كقولك : اضرب مالكا ، وإن كانت الميم لا تدغم في الباء نحو : " اضمم بكرا " ; لأن الباء انحطت عن الميم بفقد الغنة " . وقال الزمخشري : " وليست بالقوية " ، وهذا لا ينبغي لأنها تواترت .

قوله : يا جبال محكي بقول مضمر . ثم إن شئت قدرته مصدرا . ويكون بدلا من " فضلا " على جهة تفسيره به كأنه قيل : آتيناه فضلا قولنا : يا جبال ، وإن شئت قدرته فعلا . وحينئذ لك وجهان : إن شئت جعلته بدلا من " آتينا " وإن شئت جعلته مستأنفا .

قوله : " أوبي " العامة على فتح الهمزة وتشديد الواو ، أمرا من التأويب وهو الترجيع . وقيل : التسبيح بلغة الحبشة . والتضعيف يحتمل أن يكون للتكثير . واختار الشيخ أن يكون للتعدي . قال : " لأنهم فسروه بـ رجعي معه التسبيح " . ولا دليل ; لأنه تفسير معنى . وقرأ ابن عباس والحسن [ ص: 159 ] وقتادة وابن أبي إسحاق " أوبي " بضم الهمزة وسكون الواو أمرا من آب يؤوب أي : ارجعي معه بالتسبيح .

قوله : " والطير " العامة على نصبه وفيه أوجه ، أحدها : أنه عطف على محل " جبال " لأنه منصوب تقديرا . الثاني : أنه مفعول معه . قاله الزجاج . ورد عليه : بأن قبله لفظة " معه " ولا يقتضي العامل أكثر من مفعول معه واحد ، إلا بالبدل أو العطف لا يقال : " جاء زيد مع بكر مع عمرو " . قلت : وخلافهم في تقضية حالين يقتضي مجيئه هنا . الثالث : أنه عطف على " فضلا " قاله الكسائي . ولا بد من حذف مضاف تقديره : آتيناه فضلا وتسبيح الطير . الرابع : أنه منصوب بإضمار فعل أي : وسخرنا له الطير ، قاله أبو عمرو .

وقرأ السلمي والأعرج ويعقوب وأبو نوفل وأبو يحيى وعاصم في رواية " والطير " بالرفع . وفيه أوجه : النسق على لفظ قوله : " جبال " . وأنشد قوله :


3723 - ألا يا زيد والضحاك سيرا فقد جاوزتما خمر الطريق



بالوجهين . وفي عطف المعرف بأل على المنادى المضموم ثلاثة مذاهب . الثاني : عطفه على الضمير المستكن في " أوبي " . وجاز ذلك [ ص: 160 ] للفصل بالظرف . والثالث : الرفع على الابتداء ، والخبر مضمر . أي : والجبال كذلك أي : مؤوبة .

قوله : " وألنا " عطف على " آتينا " ، وهو من جملة الفضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية