صفحة جزء
آ . (28) قوله : مختلف ألوانه : مختلف نعت لمنعوت محذوف هو مبتدأ ، والجار قبله خبره ، أي : من الناس صنف أو نوع مختلف ; وكذلك عمل اسم الفاعل كقول الشاعر :

376 -

8- كناطح صخرة يوما ليفلقها ... ... ... ...



وقرأ ابن السميفع " ألوانها " وهو ظاهر . وقرأ الزهري " والدواب " خفيفة الباء فرارا من التقاء الساكنين ، كما حرك أولهما في " الضألين " و " جأن " .

[ ص: 231 ] قوله : " كذلك " فيه وجهان ، أظهرهما : أنه متعلق بما قبله أي : مختلف اختلافا مثل الاختلاف في الثمرات والجدد . والوقف على " كذلك " . والثاني : أنه متعلق بما بعده ، والمعنى : مثل ذلك المطر والاعتبار في مخلوقات الله تعالى واختلاف ألوانها يخشى الله العلماء . وإلى هذا نحا ابن عطية وهو فاسد من حيث إن ما بعد " إنما " مانع من العمل فيما قبلها ، وقد نص أبو عمر الداني على أن الوقف على " كذلك " تام ، ولم يحك فيه خلافا .

قوله : إنما يخشى الله العامة على نصب الجلالة ورفع " العلماء " وهي واضحة . وقرأ عمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة فيما نقل الزمخشري وأبو حيوة - فيما نقل الهذلي في كامله - بالعكس ، وتؤولت على معنى التعظيم ، أي : إنما يعظم الله من عباده العلماء . وهذه القراءة شبيهة بقراءة وإذ ابتلى إبراهيم ربه برفع " إبراهيم " ونصب " ربه " وقد تقدمت .

التالي السابق


الخدمات العلمية