1. الرئيسية
  2. الدر المصون
  3. تفسير سورة يس
  4. تفسير قوله تعالى وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون
صفحة جزء
آ . (33) قوله : وآية : خبر مقدم و " لهم " صفتها أو متعلقة بـ " آية " لأنها بمعنى علامة . و " الأرض " مبتدأ . وتقدم تخفيف الميتة وتشديدها في أول آل عمران . ومنع الشيخ أن تكون " لهم " صفة لـ " آية " ولم يبين وجهه ولا وجه له . وأعرب أبو البقاء " آية " مبتدأ و " لهم " الخبر و " الأرض الميتة " مبتدأ وصفته ، و " أحييناها " خبره . والجملة مفسرة لـ " آية " وبهذا بدأ ثم قال : وقيل : فذكر الوجه الذي بدأت به . وكذلك حكى مكي أعني أن يكون " آية " ابتداء ، و " لهم " الخبر . وجوز مكي أيضا أن تكون " آية " مبتدأ و " الأرض " خبره . وهذا ينبغي أن لا يجوز ; لأنه لا تعزل المعرفة من الابتداء بها ، ويبتدأ بالنكرة إلا في مواضع للضرورة .

قوله : " أحييناها " قد تقدم أنه يجوز أن يكون خبر " الأرض " ، ويجوز أيضا أن يكون حالا من " الأرض " إذا جعلناها مبتدأ ، و " آية " خبر مقدم . وجوز [ ص: 266 ] الزمخشري في " أحييناها " وفي " نسلخ " أن يكونا صفتين للأرض والليل ، وإن كانا معرفين بأل لأنه تعريف بأل الجنسية ، فهما في قوة النكرة قال : كقوله :


3784 - ولقد أمر على اللئيم يسبني ... ... ... ...



لأنه لم يقصد لئيما بعينه .

ورده الشيخ : بأن فيه هدما للقواعد : من أنه لا تنعت المعرفة بنكرة . قال : وقد تبعه على ذلك ابن مالك . ثم خرج الشيخ الجمل على الحال أي : الأرض محياة والليل منسلخا منه النهار ، واللئيم شاتما لي . قلت : وقد اعتبر النحاة ذلك في مواضع ، فاعتبروا معنى المعرف بأل الجنسية دون لفظه فوصفوه بالنكرة الصريحة نحو : " بالرجل خير منك " على أحد الأوجه ، وقوله : إلا الذين بعد إن الإنسان وقوله : أو الطفل الذين لم يظهروا و " أهلك الناس الدينار الحمر والدرهم البيض " . كل هذا روعي فيه المعنى دون اللفظ ، وإن اختلف نوع المراعاة . ويجوز أن يكون " أحييناها " استئنافا بين به كونها آية .

التالي السابق


الخدمات العلمية