صفحة جزء
آ . (56) قوله : هم وأزواجهم : يجوز في " هم " أن يكون مؤكدا للضمير المستكن في " فاكهون " ، و " أزواجهم " عطف على المستكن . ويجوز أن يكون تأكيدا للضمير المستكن في " شغل " إذا جعلناه خبرا . و " أزواجهم " عطف عليه أيضا . كذا ذكره الشيخ . وفيه نظر من حيث الفصل بين المؤكد والمؤكد بخبر " إن " . ونظيره أن تقول : " إن زيدا في الدار قائم هو [ ص: 278 ] وعمرو " على أن يجعل " هو " تأكيدا للضمير في قولك " في الدار " . وعلى هذين الوجهين يكون قوله " متكئون " خبرا آخر لـ " إن " ، و " في [ظلال ] " متعلق به أو حال . و " على الأرائك " متعلق به . ويجوز أن يكون " هم " مبتدأ و " متكئون " خبره ، والجاران على ما تقدم . وجوز أبو البقاء أن يكون " في ظلال " هو الخبر . قال : " وعلى الأرائك مستأنف " وهي عبارة موهمة غير الصواب . ويريد بذلك : أن " متكئون " خبر مبتدأ مضمر و " على الأرائك " متعلق به ، فهذا وجه استئنافه ، لا أنه خبر مقدم و" متكئون " مبتدأ مؤخر إذ لا معنى له . وقرأ عبد الله " متكئين " نصبا على الحال .

وقرأ الأخوان " في ظلل " بضم الظاء والقصر ، وهو جمع ظلة نحو : غرفة وغرف ، وحلة وحلل . وهي عبارة عن الفرش والستور . والباقون بكسر الظاء والألف ، جمع ظلة أيضا ، كحلة وحلال ، وبرمة وبرام ، أو جمع فعلة بالكسر ، إذ يقال : ظلة وظلة بالضم والكسر فهو كلقحة ولقاح ، إلا أن فعالا لا ينقاس فيها ، أو جمع فعل نحو : ذئب وذئاب ، وريح ورياح .

التالي السابق


الخدمات العلمية