آ . (33) قوله :
ونوحا :
"نوح " اسم أعجمي لا اشتقاق له عند محققي النحويين ، وزعم بعضهم أنه مشتق من النواح ، وهذا كما تقدم لهم في
آدم وإسحاق ويعقوب ، وهو منصرف وإن كان فيه علتان فرعيتان : العلمية والعجمة الشخصية لخفة بنائه بكونه ثلاثيا ساكن الوسط ، وقد جوز بعضهم منعه قياسا على "هند " وبابها لا سماعا إذ لم يسمع إلا مصروفا .
وادعى
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أن في الكلام حذف مضاف تقديره : "إن الله اصطفى دين
آدم " . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13938التبريزي : "وهذا ليس بشيء ، لأنه لو كان الأمر على ذلك لقيل : "
ونوح "إذ الأصل : دين
آدم ودين
نوح ، وهذه سقطة فاحشة من
nindex.php?page=showalam&ids=13938التبريزي ، إذ لا يلزم أنه إذا حذف المضاف بقي المضاف إليه مجرورا حتى يرد على
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء بذلك ، بل المشهور الذي لا تعرف الفصحاء غيره إعراب المضاف إليه بإعراب المضاف حين حذفه ، ولا يجوز بقاؤه على جره إلا في قليل من الكلام بشرط ذكر في النحو ، وسيأتي لك في الأنفال ، وكان ينبغي على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13938التبريزي أن يكون قوله تعالى :
واسأل القرية بجر " القرية "لأن الكل - هو وغيره - يقولون : هذا على حذف تقديره : " أهل القرية " .
[ ص: 128 ] و " عمران "اسم أعجمي . وقيل : عربي مشتق من العمر ، وعلى كلا القولين فهو ممنوع الصرف : إما للعلمية والعجمة الشخصية ، وإما للعلمية وزيادة الألف والنون .
قوله تعالى :
على العالمين متعلق باصطفى ، فإن قيل : اصطفى يتعدى بمن نحو : " اصطفيتك من الناس "فالجواب أنه ضمن معنى " فضل "أي : فضلهم بالاصطفاء .