صفحة جزء
آ . (6) قوله : بزينة الكواكب : قرأ أبو بكر بتنوين " زينة " ونصب " الكواكب " وفيه وجهان ، أحدهما : أن تكون الزينة مصدرا ، وفاعله محذوف ، تقديره : بأن زين الله الكواكب ، في كونها مضيئة حسنة في أنفسها . والثاني : أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة : اسم لما تلاق به الدواة ، فتكون " الكواكب " على هذا منصوبة بإضمار " أعني " ، أو تكون بدلا من سماء الدنيا بدل اشتمال أي : كواكبها ، أو من محل " بزينة " .

وحمزة وحفص كذلك ، إلا أنهما خفضا الكواكب على أن يراد بزينة : ما يزان به ، والكواكب بدل أو بيان للزينة .

[ ص: 292 ] والباقون بإضافة " زينة " إلى " الكواكب " . وهي تحتمل ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون إضافة أعم إلى أخص فتكون للبيان نحو : ثوب خز . الثاني : أنها مصدر مضاف لفاعله أي : بأن زينت الكواكب السماء بضوئها . والثالث : أنه مضاف لمفعوله أي : بأن زينها الله بأن جعلها مشرقة مضيئة في نفسها .

وقرأ ابن عباس وابن مسعود بتنوينها ، ورفع الكواكب . فإن جعلتها مصدرا ارتفع " الكواكب " به ، وإن جعلتها اسما لما يزان به فعلى هذا ترتفع " الكواكب " بإضمار مبتدأ أي : هي الكواكب ، وهي في قوة البدل . ومنع الفراء إعمال المصدر المنون . وزعم أنه لم يسمع . وهو غلط لقوله تعالى : أو إطعام في يوم كما سيأتي إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية