صفحة جزء
آ . (102) قوله : فلما بلغ معه : " معه " متعلق بمحذوف على سبيل البيان كأن قائلا قال : مع من بلغ السعي ؟ فقيل : مع أبيه . ولا يجوز تعلقه بـ " بلغ " لأنه يقتضي بلوغهما معا حد السعي . ولا يجوز تعلقه بالسعي ; لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه فتعين ما تقدم . قال معناه الزمخشري . ومن يتسع في الظرف يجوز تعلقه بالسعي .

قوله : " ماذا ترى " يجوز أن تكون " ماذا " مركبة مغلبا فيها الاستفهام فتكون منصوبة بـ " ترى " ، وهي وما بعدها في محل نصب بـ " انظر " لأنها معلقة له ، وأن تكون " ما " استفهامية ، و " ذا " موصولة ، فتكون مبتدأ وخبرا ، والجملة معلقة أيضا ، وأن تكون " ماذا " بمعنى الذي فتكون معمولا لـ " انظر " . وقرأ الأخوان " تري " بالضم والكسر . والمفعولان محذوفان ، أي : تريني إياه من صبرك واحتمالك .

[ ص: 323 ] وباقي السبعة " ترى " بفتحتين من الرأي . وقرأ الأعمش والضحاك " ترى " بالضم والفتح بمعنى : ما يخيل إليك ويسنح بخاطرك ؟

وقوله : " ما تؤمر " يجوز أن تكون " ما " بمعنى الذي ، والعائد مقدر أي : تؤمره ، والأصل : تؤمر به ، ولكن حذف الجار مطرد ، فلم يحذف العائد إلا وهو منصوب المحل ، فليس حذفه هنا كحذفه في قولك : " جاء الذي مررت " . وأن تكون مصدرية . قال الزمخشري : " أو أمرك ، على إضافة المصدر للمفعول وتسمية المأمور به أمرا " يعني بقوله المفعول أي : الذي لم يسم فاعله ، إلا أن في تقدير المصدر بفعل مبني للمفعول خلافا مشهورا .

التالي السابق


الخدمات العلمية