صفحة جزء
آ . (153) قوله : أصطفى : العامة على فتح الهمزة على أنها همزة استفهام بمعنى الإنكار والتقريع ، وقد حذف معها همزة الوصل استغناء عنها .

وقرأ نافع في رواية وأبو جعفر وشيبة والأعمش بهمزة وصل تثبت ابتداء وتسقط درجا . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه على نية الاستفهام ، وإنما حذف للعلم به . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :


3824 - ثم قالوا : تحبها قلت بهرا ... عدد الرمل والحصى والتراب

[ ص: 334 ] أي : أتحبها . والثاني : أن هذه الجملة بدل من الجملة المحكية بالقول ، وهي " ولد الله " أي : يقولون كذا ، ويقولون : اصطفى هذا الجنس على هذا الجنس . قال الزمخشري : " وقد قرأ بها حمزة والأعمش . وهذه القراءة وإن كان هذا محملها فهي ضعيفة . والذي أضعفها أن الإنكار قد اكتنف هذه الجملة من جانبيها ، وذلك قوله : " وإنهم لكاذبون " ، ما لكم كيف تحكمون فمن جعلها للإثبات فقد أوقعها دخيلة بين نسيبين " . قال الشيخ : " وليست دخيلة بين نسيبين ; لأن لها مناسبة ظاهرة مع قولهم : " ولد الله " . وأما قوله : " وإنهم لكاذبون " فهي جملة اعتراض بين مقالتي الكفرة جاءت للتنديد والتأكيد في كون مقالتهم تلك هي من إفكهم " .

ونقل أبو البقاء أنه قرئ " آصطفى " بالمد . قال : " وهو بعيد جدا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية