صفحة جزء
آ . (164) قوله : وما منا إلا له مقام : فيه وجهان ، أحدهما : أن " منا " صفة لموصوف محذوف هو مبتدأ ، والخبر الجملة من قوله : إلا له مقام معلوم تقديره : ما أحد منا إلا له مقام ، وحذف المبتدأ مع " من " جيد فصيح . والثاني : أن المبتدأ محذوف أيضا ، وإلا له مقام صفته حذف موصوفها ، والخبر على هذا هو الجار المتقدم . والتقدير : وما منا أحد إلا له مقام . قال الزمخشري : حذف الموصوف ، وأقام الصفة مقامه كقوله :


3826 - أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... ... ... ...



[ ص: 339 ] [وقوله ] :

3827 - ترمي بكفي كان من أرمى البشر

ورده الشيخ فقال : " ليس هذا من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ; لأن المحذوف مبتدأ ، و إلا له مقام خبره ; ولأنه لا ينعقد كلام من قوله : " وما منا أحد " ، وقوله : إلا له مقام محط الفائدة ، وإن تخيل أن إلا له مقام معلوم في موضع الصفة فقد نصوا على أن " إلا " لا تكون صفة إذا حذف موصوفها ، وأنها فارقت " غير " إذا كانت صفة في ذلك لتمكن " غير " في الوصف وعدم تمكن " إلا " فيه ، وجعل ذلك كقوله : " أنا ابن جلا " أي : أنا ابن رجل جلا ، و " بكفي كان " أي : رجل كان ، وقد عده النحويون من أقبح الضرائر [حيث حذف الموصوف والصفة جملة لم تتقدمها " من " بخلاف قوله " منا " ظعن ومنا أقام " يريدون : منا فريق ظعن ، ومنا فريق أقام ] وقد تقدم نحو من هذا في النساء عند قوله : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به . وهذا الكلام وما بعده ظاهره أنه من كلام الملائكة . وقيل : من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومفعول الصافون و المسبحون يجوز أن يكون مرادا أي : الصافون أقدامنا أو أجنحتنا ، والمسبحون الله تعالى وأن لا يراد البتة أي : نحن من أهل هذا الفعل .

[ ص: 340 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية