صفحة جزء
آ . (63) قوله : أتخذناهم : قرأ الأخوان وأبو عمرو بوصل [ ص: 393 ] الهمزة ، وهي تحتمل وجهين ، أحدهما ، أن يكون خبرا محضا ، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لـ " رجالا " كما وقع " كنا نعدهم " صفة ، وأن يكون المراد الاستفهام وحذفت أداته لدلالة أم عليه كقوله :


3876 - تروح من الحي أم تبتكر وماذا عليك بأن تنتظر



فـ أم متصلة على هذا ، وعلى الأول منقطعة بمعنى بل والهمزة لأنها لم تتقدمها همزة استفهام ولا تسوية . والباقون بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل . والظاهر أنه لا محل للجملة حينئذ لأنها طلبية . وجوز بعضهم فيها أن تكون صفة لكن على إضمار القول أي : رجالا مقولا فيهم : أتخذناهم كقوله :


3877 - جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط

إلا أن الصفة في الحقيقة ذلك القول المضمر . وقد تقدم الخلاف في " سخريا " في قد أفلح المؤمنون . والمشهور أن المكسور في الهزء كقول الشاعر :


3778 - إني أتاني لسان لا أسر بها     من علو لا كذب فيها ولا سخر



وتقدم معنى لحاق الياء المشددة في ذلك . وأم مع الخبر منقطعة فقط كما [ ص: 394 ] تقدم ، ومع الاستفهام يجوز أن تكون متصلة ، وأن تكون منقطعة كقولك : " أزيد عندك أم عندك عمرو " ، ويجوز أن يكون " أم زاغت " متصلا بقوله : " ما لنا " لأنه استفهام ، إلا أنه يتعين انقطاعها لعدم الهمزة ، ويكون ما بينهما معترضا على قراءة " أتخذناهم " بالاستفهام إن لم نجعله صفة على إضمار القول كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية