صفحة جزء
آ . (8) قوله : منيبا : حال من فاعل " دعا " و " إليه " متعلق بـ " منيبا " أي راجعا إليه .

[ ص: 413 ] قوله : " خوله " يقال : خوله نعمة أي : أعطاها إياه ابتداء من غير مقتض . ولا يستعمل في الجزاء بل في ابتداء العطية . قال زهير :


3888 - هنالك إن يستخولوا المال يخولوا ... ... ... ...



ويروى " يستخبلوا المال يخبلوا " . وقال أبو النجم :


3889 - أعطى فلم يبخل ولم يبخل     كوم الذرى من خول المخول



وحقيقة " خول " من أحد معنيين : إما من قولهم : " هو خائل مال " إذا كان متعهدا له حسن القيام عليه ، وإما من خال يخول إذا اختال وافتخر ، ومنه قوله : " إن الغني طويل الذيل مياس " ، وقد تقدم اشتقاق هذه المادة مستوفى في الأنعام .

قوله : " منه " يجوز أن يكون متعلقا بـ " خول " ، وأن يكون متعلقا بمحذوف على أنه صفة لـ " نعمة " .

قوله : ما كان يدعو يجوز في " ما " هذه أربعة أوجه ، أحدها : أن تكون موصولة بمعنى الذي ، مرادا بها الضر أي : نسي الضر الذي يدعو إلى كشفه . الثاني : أنها بمعنى الذي مرادا بها الباري تعالى أي : نسي الله الذي كان يتضرع إليه . وهذا عند من يجيز " ما " على أولي العلم . الثالث : أن تكون " ما " [ ص: 414 ] مصدرية أي : نسي كونه داعيا . الرابع : أن تكون " ما " نافية ، وعلى هذا فالكلام تام على قوله : " نسي " ثم استأنف إخبارا بجملة منفية ، والتقدير : نسي ما كان فيه . لم يكن دعاء هذا الكافر خالصا لله تعالى . و " من قبل " أي : من قبل الضرر ، على القول الأخير ، وأما على الأقوال قبله فالتقدير : من قبل تخويل النعمة .

قوله : " ليضل " قرأ ابن كثير وأبو عمرو " ليضل " بفتح الياء أي : ليفعل الضلال بنفسه . والباقون بضمها أي : لم يقنع بضلاله في نفسه حتى يحمل غيره عليه ، فمفعوله محذوف وله نظائر تقدمت . واللام يجوز أن تكون للعلة ، وأن تكون للعاقبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية