صفحة جزء
آ . (23) قوله : كتابا : فيه وجهان ، أظهرهما : أنه بدل من " أحسن الحديث " . والثاني : أنه حال منه . قال الشيخ - لما نقله عن الزمخشري - : " وكأنه بناء على أن " أحسن الحديث " معرفة لإضافته إلى معرفة ، وأفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة فيه خلاف . فقيل : إضافته محضة . وقيل : غير محضة " . قلت : وعلى تقدير كونه نكرة يحسن أيضا أن يكون حالا ; لأن النكرة متى أضيفت ساغ مجيء الحال منها بلا خلاف . والصحيح أن إضافة أفعل محضة . و " متشابها " نعت لـ " كتاب " وهو المسوغ لمجيء الجامد حالا ، أو لأنه في قوة مكتوب .

وقرأ العامة " مثاني " بفتح الياء صفة ثانية أو حالا أخرى أو تمييزا منقولا من الفاعلية أي متشابها مثانيه وإلى هذا ذهب الزمخشري . وقرأ هشام عن ابن عامر وأبو بشر بسكونها ، وفيها وجهان ، أحدهما : أنه من تسكين حرف العلة استثقالا للحركة عليه كقراءة " تطعمون أهاليكم " . [وقوله ] :


3892 - كأن أيديهن ... ... ... ... ... ... ... ...



[ ص: 423 ] ونحوهما . والثاني : أنه خبر مبتدأ محذوف أي : هو مثاني ، كذا ذكره الشيخ . وفيه نظر من حيث إنه كان ينبغي أن ينون وتحذف ياؤه لالتقاء الساكنين فيقال : مثان ، كما تقول : هؤلاء جوار . وقد يقال : إنه وقف عليه . ثم أجري الوصل مجرى الوقف لكن يعترض عليه : بأن الوقف على المنقوص المنون بحذف الياء نحو : هذا قاض ، وإثباتها لغة قليلة . ويمكن الجواب عنه : بأنه قد قرئ بذلك في المتواتر نحو : " من والي " و " باقي " و " هادي " في قراءة ابن كثير .

قوله : " تقشعر " هذه الجملة يجوز أن تكون صفة لـ " كتاب " ، وأن تكون حالا منه لاختصاصه بالصفة ، وأن تكون مستأنفة . واقشعر جلده إذا تقبض وتجمع من الخوف ، وقف شعره . والمصدر الاقشعرار والقشعريرة أيضا . ووزن اقشعر افعلل . ووزن القشعريرة : فعليلة .

و " مثاني " جمع مثنى ; لأن فيه تثنية القصص والمواعظ ، أو جمع مثنى مفعل من التثنية بمعنى التكرير . وإنما وصف " كتاب " وهو مفرد بمثاني ، وهو جمع ; لأن الكتاب مشتمل على سور وآيات ، أو هو من باب : برمة أعشار وثوب أخلاق . كذا قال الزمخشري : وقيل : ثم موصوف محذوف أي : فصولا مثاني حذف للدلالة عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية