آ . (16) قوله :
يوم هم بارزون : في " يوم " أربعة أوجه ، أحدها : أنه بدل من "
يوم التلاق " بدل كل من كل . الثاني : أن ينتصب بالتلاق أي : يقع التلاقي في يوم بروزهم . الثالث : أن ينتصب بقوله :
لا يخفى على الله ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية ، وهذا على أحد الأقوال الثلاثة في " لا " : هل يعمل ما بعدها فيما قبلها ؟ ثالثها : التفصيل بين أن تقع جواب قسم فيمتنع ، أو لا فيجوز . فيجوز هذا على قولين من هذه الأقوال . الرابع : أن ينتصب بإضمار " اذكر " . و " يوم " ظرف مستقبل كـ " إذا " .
nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه لا يرى إضافة الظرف المستقبل إلى الجمل الاسمية ،
nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش يراه ، ولذلك قدر
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في قوله :
إذا السماء انشقت ونحوه فعلا قبل الاسم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش لم يقدره ، وعلى هذا فظاهر الآية مع
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش . ويجاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : بأن " هم " ليس مبتدأ بل مرفوعا بفعل محذوف يفسره اسم الفاعل أي : يوم برزوا ، ويكون "
بارزون "
[ ص: 465 ] خبر مبتدأ مضمر فلما حذف الفعل انفصل الضمير فبقي كما ترى ، وهذا كما قالوا في قوله :
3916 - لو بغير الماء حلقي شرق كنت كالغصان بالماء اعتصاري
في أن " حلقي " مرفوع فعل يفسره " شرق " لأن " لو " لا يليها إلا الأفعال ، وكذا قوله :
3917 - ... ... ... ... فهلا نفس ليلى شفيعها
لأن " هلا " لا يليها إلا الأفعال ، فالمفسر في هذه المواضع أسماء مسبقة ، وهو نظير " أنا زيدا ضاربه " من حيث التفسير . وحركة " يوم هم " حركة إعراب على المشهور . ومنهم من جوز بناء الظرف ، وإن أضيف إلى فعل مضارع أو جملة اسمية ، وهم الكوفيون . وقد وهم بعضهم فحتم بناء الظرف المضاف للجمل الاسمية . وقد عرفت مما تقدم أنه لا يبنى عند البصريين إلا ما أضيف إلى فعل ماض ، كقوله :
3918 - على حين عاتبت المشيب على الصبا ... ... ... ...
[ ص: 466 ] البيت . وقد تقدم هذا مستوفى في آخره المائدة . وكتبوا " يوم هم " هنا وفي الذاريات منفصلا ، وهو الأصل .
قوله : "
لا يخفى " يجوز أن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالا من ضمير "
بارزون " وأن تكون خبرا ثانيا .