صفحة جزء
آ . (37) قوله : أسباب السماوات : فيه وجهان ، أحدهما : أنه تابع للأسباب قبله بدلا أو عطف بيان . والثاني : أنه منصوب بإضمار أعني ، والأول أولى ; إذ الأصل عدم الإضمار .

[ ص: 482 ] قوله : " فأطلع " العامة على رفعه عطفا على " أبلغ " فهو داخل في حيز الترجي . وقرأ حفص في آخرين بنصبه . وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه جواب الأمر في قوله : " ابن لي " فنصب بأن مضمرة بعد الفاء في جوابه على قاعدة البصريين كقوله :


3933 - يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا



وهذا أوفق لمذهب البصريين . الثاني : أنه منصوب . قال الشيخ : " عطفا على التوهم لأن خبر " لعل " كثيرا جاء مقرونا بـ " أن " ، كثيرا في النظم وقليلا في النثر . فمن نصب توهم أن الفعل المرفوع الواقع خبرا منصوب بـ " أن " ، والعطف على التوهم كثير ، وإن كان لا ينقاس " انتهى . الثالث : أن ينتصب على جواب الترجي في " لعل " ، وهو مذهب كوفي استشهد أصحابه بهذه القراءة وبقراءة عاصم وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه بنصب " فتنفعه " جوابا لقوله : " لعله " . وإلى هذا نحا الزمخشري قال : " تشبيها للترجي بالتمني " والبصريون يأبون ذلك ، ويخرجون القراءتين على ما تقدم .

[ ص: 483 ] وفي سورة عبس يجوز أن [يكون ] جوابا للاستفهام في قوله : " وما يدريك " فإنه مترتب عليه معنى . وقال ابن عطية وابن جبارة الهذلي : " على جواب التمني " وفيه نظر ; إذ ليس في اللفظ تمن ، إنما فيه ترج . وقد فرق الناس بين التمني والترجي : بأن الترجي لا يكون إلا في الممكن عكس التمني ، فإنه يكون فيه وفي المستحيل كقوله :


3934 - ليت الشباب هو الرجيع على الفتى     والشيب كان هو البدئ الأول



وقرئ " زين لفرعون " مبنيا للفاعل وهو الشيطان . وتقدم الخلاف في وصد عن السبيل في الرعد فمن بناه للفاعل حذف المفعول أي : صد قومه عن السبيل . وابن وثاب " وصد " بكسر الصاد ، كأنه نقل حركة الدال الأولى إلى فاء الكلمة بعد توهم سلب حركتها . وقد تقدم ذلك في نحو " رد " وأنه يجوز فيه ثلاث اللغات الجائزة في قيل وبيع . وابن أبي إسحاق وعبد الرحمن بن أبي بكرة " وصد " بفتح الصاد ورفع الدال منونة جعله مصدرا منسوقا على " سوء عمله " أي : زين له الشيطان سوء العمل والصد . والتباب : الخسار . وقد تقدم ذلك في قوله : غير تتبيب . وتقدم الخلاف أيضا في [ ص: 484 ] قوله : يدخلون الجنة في سورة النساء .

التالي السابق


الخدمات العلمية