صفحة جزء
آ . (58) قوله : " ولا المسيء " : " لا " زائدة للتوكيد لأنه لما طال الكلام بالصلة بعد قسيم المؤمنين ، فأعاد معه " لا " توكيدا . وإنما قدم [ ص: 493 ] المؤمنين لمجاورتهم قوله : " والبصير " ، واعلم أن التقابل يجيء على ثلاث طرق ، أحدها : أن يجاور المناسب ما يناسبه كهذه الآية . والثانية : أن يتأخر المتقابلان كقوله تعالى : مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع . والثالثة : أن يقدم مقابل الأول ، ويؤخر مقابل الآخر ، كقوله تعالى : وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور وكل ذلك تفنن في البلاغة . وقدم الأعمى في نفي التساوي لمجيئه بعد صفة الذم في قوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

قوله : " تتذكرون " قرأ الكوفيون بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة . فالخطاب على الالتفات للمذكورين بعد الإخبار عنهم ، والغيبة نظرا لقوله : إن الذين يجادلون وهم الذين التفت إليهم في قراءة الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية