صفحة جزء
آ . (81) قوله : فأي آيات الله : منصوب بـ " تنكرون " وقدم وجوبا ; لأن له صدر الكلام . قال مكي : " ولو كان مع الفعل هاء لكان الاختيار الرفع في " أي " بخلاف ألف الاستفهام تدخل على الاسم ، وبعدها فعل واقع على ضمير الاسم ، فالاختيار النصب نحو قولك : أزيدا ضربته ، هذا مذهب سيبويه فرق بين الألف وبين أي " قلت : يعني أنك إذا قلت : " أيهم ضربته " كان الاختيار الرفع لأنه لا يحوج إلى إضمار ، مع أن الاستفهام موجود في " أزيدا ضربته " يختار النصب لأجل الاستفهام فكان مقتضاه اختيار النصب أيضا ، فيما إذا كان الاستفهام بنفس الاسم . والفرق عسر . وقال [ ص: 502 ] الزمخشري : " فأي آيات جاءت على اللغة المستفيضة . وقولك : " فأية آيات الله " قليل ; لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو : حمار وحمارة غريب ، وهو في " أي " أغرب لإبهامه " . قال الشيخ : " ومن قلة تأنيث " أي " قوله :


3945 - بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عارا علي وتحسب



قوله : " وهو في أي أغرب " إن عنى " أيا " على الإطلاق فليس بصحيح ، لأن المستفيض في النداء أن يؤنث في نداء المؤنث كقوله تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة ولا نعلم أحدا ذكر تذكيرها فيه ، فيقول : يا أيها المرأة ، إلا صاحب " البديع في النحو " ، وإن عنى غير المناداة فكلامه صحيح يقل تأنيثها في الاستفهام وموصولة وشرطية " . قلت : وأما إذا وقعت صفة لنكرة وحالا لمعرفة ، فالذي ينبغي أن يجوز الوجهان كالموصولة ، ويكون التأنيث أقل نحو : " مررت بامرأة أية امرأة " و " جاءت هند أية امرأة " ، وكان ينبغي للشيخ أن ينبه على هذين الفرعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية