آ . (60) قوله تعالى :
الحق من ربك : يجوز أن تكون هذه جملة مستقلة برأسها ، والمعنى : أن الحق الثابت الذي لا يضمحل هو من ربك ، ومن جملة ما جاء من ربك قصة
عيسى وأمه فهي حق ثابت ، ويجوز أن "الحق " خبر
[ ص: 223 ] مبتدأ محذوف ، أي : هو ، أي : ما قصصنا عليك من خبر
عيسى وأمه . و "من ربك " على هذا فيه وجهان ، أحدهما : أنه حال فيتعلق بمحذوف . والثاني : أنه خبر ثان عند من يجوز ذلك ، وتقدم نظير هذه الجملة في البقرة والنهي له عليه السلام عن الامتراء ، ولم يكن ممتريا ، [وهذا] من الإلهاب والتهييج على الثبات على ما هو عليه من الحق ، أو لأن المراد به غيره .