صفحة جزء
آ . (34) قوله : ولا السيئة : في " لا " هذه وجهان ، أحدهما ، أنها زائدة للتوكيد ، كقوله : ولا الظل ولا الحرور وكقوله : "ولا المسيئ" ; لأن " استوى " لا يكتفي بواحد . والثاني : أنها مؤسسة غير مؤكدة ، إذ المراد بالحسنة والسيئة الجنس أي : لا تستوي الحسنات في أنفسها ، فإنها متفاوتة ولا تستوي السيئات أيضا فرب واحدة أعظم من أخرى ، وهو مأخوذ من كلام الزمخشري . وقال الشيخ : " فإن أخذت الحسنة والسيئة جنسا لم تكن زيادتها كزيادتها في الوجه الذي قبل هذا " . قلت : فقد جعلها في المعنى الثاني زائدة . وفيه نظر لما تقدم .

قوله : " كأنه ولي " في هذه الجملة التشبيهية وجهان ، أحدهما : أنها في محل نصب على الحال ، والموصول مبتدأ ، و " إذا " التي للمفاجأة خبره . والعامل في هذا الظرف من الاستقرار هو العامل في هذه الحال ، ومحط الفائدة في هذا الكلام هي الحال ، والتقدير : فبالحضرة المعادي مشبها القريب الشفوق . والثاني : أن الموصول مبتدأ أيضا ، والجملة بعده خبره ، و " إذا " معمولة لمعنى التشبيه ، والظرف يتقدم على عامله المعنوي . هذا إن قيل : إنها ظرف ، وإن قيل : إنها حرف فلا عامل .

التالي السابق


الخدمات العلمية