صفحة جزء
آ . (37) قوله : خلقهن : في هذا الضمير ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه يعود على الأربعة المتعاطفة . وفي مجيء الضمير كضمير الإناث - كما قال الزمخشري - هو أن جمع ما لا يعقل حكمه حكم الأنثى أو الإناث نحو : " الأقلام بريتها وبريتهن " . وناقشه الشيخ من حيث إنه لم يفرق بين جمع القلة والكثرة في ذلك ; لأن الأفصح في جمع القلة أن يعامل معاملة الإناث ، وفي جمع الكثرة أن يعامل معاملة الأنثى فالأفصح أن يقال : الأجذاع كسرتهن ، والجذوع كسرتها . والذي تقدم في هذه الآية ليس بجمع قلة أعني بلفظ واحد ، ولكنه ذكر أربعة متعاطفة فتنزلت منزلة الجمع المعبر به عنها بلفظ واحد . قلت : والزمخشري ليس في مقام بيان الفصيح والأفصح ، بل في مقام كيفية مجيء الضمير ضمير إناث بعد تقدم ثلاثة أشياء مذكرات وواحد مؤنث ، فالقاعدة تغليب المذكر على المؤنث ، أو لما قال : " ومن آياته " كن في معنى الآيات فقيل : خلقهن ، ذكره الزمخشري أيضا أنه يعود على لفظ الآيات . الثالث : أنه يعود على الشمس والقمر ; لأن الاثنين جمع ، والجمع مؤنث ، ولقولهم : شموس وأقمار .

[ ص: 529 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية