صفحة جزء
آ . (63) قوله تعالى : فإن تولوا : يجوز أن يكون مضارعا وحذفت منه إحدى التاءين [تخفيفا على حد] قراءة تنزل الملائكة و "تذكرون " ويؤيد هذا نسق الكلام ونظمه في خطاب من تقدم في قوله تعالى "تعالوا " ثم جرى معهم في الخطاب إلى أن قال لهم : فإن تولوا . وقال أبو البقاء : "ويجوز أن يكون مستقبلا تقديره : فإن تتولوا ، ذكره النحاس وهو ضعيف ؛ لأن حرف المضارعة لا يحذف " قلت : وهذا ليس بشيء ؛ لأن حرف المضارعة يحذف في هذا النحو من غير خلاف ، وسيأتي من ذلك طائفة كثيرة ، وقد أجمعوا على الحذف في قوله : تنزل الملائكة والروح فيها .

[ ص: 231 ] ويجوز أن يكون ماضيا أي : فإن تولى وفد نجران المطلوب مباهلتهم ، ويكون على ذلك في الكلام التفات ، إذ فيه انتقال من خطاب إلى غيبة .

وقوله : بالمفسدين من وقوع الظاهر موقع المضمر تنبيها على العلة المقتضية للجزاء ، وكان الأصل : فإن الله عليم بكم ، على الأول ، وبهم ، على الثاني .

التالي السابق


الخدمات العلمية