صفحة جزء
آ . (47) قوله : إذا هم منها يضحكون : قال الزمخشري : " فإن قلت : كيف جاز أن تجاب " لما " بـ " إذا " المفاجأة ؟ قلت : لأن فعل المفاجأة معها مقدر ، وهو عامل النصب في محلها ، كأنه قيل : فلما جاءهم بآياتنا فاجؤوا وقت ضحكهم " . قال الشيخ : " ولا نعلم نحو ما ذهب إلى ما ذهب إليه من أن " إذا " الفجائية تكون منصوبة بفعل مقدر تقديره : فاجأ ، بل المذاهب ثلاثة : إما حرف فلا تحتاج إلى عامل ، أو ظرف مكان ، أو ظرف زمان . فإن ذكر بعد الاسم الواقع بعدها خبر كانت منصوبة على الظرف ، والعامل فيها ذلك الخبر نحو : " خرجت فإذا زيد قائم " تقديره : خرجت ففي المكان الذي خرجت فيه زيد قائم ، أو ففي الوقت الذي خرجت فيه زيد قائم ، وإن لم يذكر بعد الاسم خبر ، أو ذكر اسم منصوب على الحال : فإن كان الاسم جثة وقلنا : إنها ظرف مكان كان الأمر واضحا نحو : خرجت فإذا الأسد أي : فبالحضرة الأسد ، أو فإذا الأسد رابضا . وإن قلنا : إنها ظرف زمان كان على حذف مضاف لئلا يخبر بالزمان عن الجثة نحو : " خرجت فإذا الأسد " أي : ففي الزمان حضور الأسد ، وإن كان الاسم حدثا جاز أن يكون مكانا أو زمانا . ولا حاجة إلى تقدير مضاف نحو : " خرجت فإذا القتال " إن شئت قدرت فبالحضرة القتال ، أو ففي الزمان القتال " . وفيه تلخيص وزيادة كبيرة في الأمثلة رأيت تركها مخلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية