صفحة جزء
آ . (45) قوله : كالمهل : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر أي : هو كالمهل . ولا يجوز أن يكون حالا من " طعام الأثيم " . قال أبو البقاء : " لأنه لا عامل إذ ذاك " . وفيه نظر ; لأنه يجوز أن يكون حالا ، والعامل فيه معنى التشبيه ، كقولك : زيد أخوك شجاعا .

والأثيم صفة مبالغة . ويقال : الأثوم كالصبور والشكور . والمهل : قيل دردي الزيت . وقيل عكر القطران . وقيل : ما أذيب من ذهب أو فضة . وقيل : [ ص: 628 ] ما أذيب منهما ومن كل ما في معناهما من المنطبعات كالحديد والنحاس والرصاص . والمهل بالفتح : التؤدة والرفق . ومنه فمهل الكافرين . وقرأ الحسن " كالمهل " بفتح الميم فقط ، وهي لغة في المهل بالضم .

قوله : " يغلي " قرأ ابن كثير وحفص بالياء من تحت . والفاعل ضمير يعود على طعام . وجوز أبو البقاء أن يعود على الزقوم . وقيل : يعود على المهل نفسه ، و " يغلي " حال من الضمير المستتر في الجار أي : مشبها المهل غاليا . ويجوز أن يكون حالا من المهل نفسه . وجوز أبو البقاء أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي : هو يغلي أي : الزقوم أو الطعام . والباقون " تغلي " بالتاء من فوق ، على أن الفاعل ضمير الشجرة ، والجملة خبر ثان أو حال على رأي ، أو خبر مبتدأ مضمر أي : هي تغلي .

التالي السابق


الخدمات العلمية