صفحة جزء
آ . (15) قوله : إحسانا : قرأ الكوفيون " إحسانا " وباقي السبعة " حسنا " بضم الحاء وسكون السين ، فالقراءة الأولى يكون " إحسانا " فيها منصوبا بفعل مقدر أي : وصيناه أن يحسن إليهما إحسانا . وقيل : بل هو مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا ، فيكون مفعولا ثانيا . وقيل : بل هو منصوب على المفعول به أي : وصيناه بهما إحسانا منا إليهما . وقيل : هو منصوب على المصدر ; لأن معنى وصينا : أحسنا فهو مصدر صريح . والمفعول الثاني هو [ ص: 668 ] المجرور بالباء . وقال ابن عطية : " إنها تتعلق : إما بوصينا ، وإما بإحسانا " . ورد الشيخ : هذا الثاني بأنه مصدر مؤول فلا يتقدم معموله عليه ، ولأن " أحسن " لا يتعدى بالباء ، وإنما يتعدى باللام . لا تقول : " أحسنت بزيد " على معنى وصول الإحسان إليه . وقد رد بعضهم هذا بقوله : وقد أحسن بي إذ أخرجني وقيل : هو بغير هذا المعنى . وقدر بعضهم : ووصينا الإنسان بوالديه ذا إحسان ، يعني فيكون حالا . وأما " حسنا " فقيل فيه ما تقدم في إحسان .

وقرأ عيسى والسلمي " حسنا " بفتحهما . وقد تقدم معنى القراءتين في البقرة وفي لقمان .

قوله : " كرها " قد تقدم الخلاف فيه في النساء . وله هما بمعنى واحد أم لا ؟ وقال أبو حاتم : " الكره بالفتح لا يحسن لأنه بالفتح الغصب والغلبة " . ولا يلتفت لما قاله لتواتر هذه القراءة . وانتصابها : إما على الحال من الفاعل أي : ذات كره . وإما على النعت لمصدر مقدر أي : حملا كرها .

قوله : " وحمله " أي : مدة حمله . وقرأ العامة " فصاله " مصدر فاصل ، كأن الأم فاصلته وهو فاصلها . والجحدري والحسن وقتادة " فصله " . قيل : [ ص: 669 ] والفصل والفصال بمعنى كالفطم والفطام ، والقطف والقطاف . ولو نصب " ثلاثين " على الظرف الواقع موقع الخبر جاز ، وهو الأصل . هذا إذا لم نقدر مضافا ، فإن قدرنا أي : مدة حمله لم يجز ذلك وتعين الرفع ، لتصادق الخبر والمخبر عنه .

قوله : حتى إذا بلغ لا بد من جملة محذوفة تكون " حتى " غاية لها أي : عاش واستمرت حياته حتى إذا .

قوله : " أربعين " أي : تمامها فـ " أربعين " مفعول به .

قوله : وأصلح لي في ذريتي أصلح يتعدى بنفسه لقوله : وأصلحنا له زوجه وإنما تعدى بـ في لتضمنه معنى الطف بي في ذريتي ، أو لأنه جعل الذرية ظرفا للصلاح كقوله :


4040 - ... ... ... ... يجرح في عراقيبها نصلي

التالي السابق


الخدمات العلمية