صفحة جزء
آ . (17) قوله : أف : قد تقدم الكلام على " أف " مستوفى و " لكما " بيان أي : التأفيف لكما نحو : هيت .

قوله : " أتعدانني " العامة على نونين مكسورتين : الأولى للرفع والثانية للوقاية ، وهشام بالإدغام ، ونافع في رواية بنون واحدة . وهذه مشبهة بقوله : تأمروني أعبد . وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر وعبد الوارث عن أبي عمرو بفتح النون الأولى ، كأنهم فروا من توالي مثلين مكسورين بعدهما ياء . وقال أبو البقاء : " وهي لغة شاذة في فتح نون الاثنين " قلت : إن عنى نون الاثنين في الأسماء نحو قوله :


4041 - على أحوذيين استقلت ... ... ... ...



[ ص: 671 ] فليس هذا منه . وإن عنى في الفعل فلم يثبت ذلك لغة ، وإنما الفتح هنا لما ذكرت .

قوله : " أن أخرج " هو الموعود به ، فيجوز أن تقدر الباء قبل " أن " وأن لا تقدرها .

قوله : " وقد خلت " جملة حالية . وكذلك وهما يستغيثان الله أي : يسألان الله . واستغاث يتعدى بنفسه تارة وبالباء أخرى ، وإن كان ابن مالك زعم أنه متعد بنفسه فقط ، وعاب قول النحاة " مستغاث به " قلت : لكنه لم يرد في القرآن إلا متعديا بنفسه : إذ تستغيثون ربكم ، فاستغاثه الذي ، وإن يستغيثوا يغاثوا قوله : " ويلك " منصوب على المصدر بفعل ملاق له في المعنى دون الاشتقاق . ومثله : ويحه وويسه وويبه ، وإما على المفعول به بتقدير : ألزمك الله ويلك . وعلى كلا التقديرين الجملة معمولة لقول مقدر أي : يقولان ويلك آمن . والقول في محل نصب على الحال أي : يستغيثان الله قائلين ذلك .

قوله : إن وعد الله حق العامة على كسر " إن " استئنافا أو تعليلا . وقرأ عمرو بن فائد والأعرج بفتحها على أنها معمولة لـ آمن على حذف الباء أي : آمن بأن وعد الله حق .

[ ص: 672 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية