صفحة جزء
آ . (26) قوله : ما إن مكناكم فيه : " ما " موصولة أو موصوفة . وفي " إن " ثلاثة أوجه : شرطية وجوابها محذوف . والجملة الشرطية [ ص: 676 ] صلة ما والتقدير : في الذي إن مكناكم فيه طغيتم . والثاني : أنها مزيدة تشبيها للموصولة بـ " ما " النافية والتوقيتية . وهو كقوله :


4047 - يرجي المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب



والثالث : - وهو الصحيح - أنها نافية بمعنى : مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من القوة والبسطة وسعة الأرزاق . ويدل له قوله تعالى في مواضع : كانوا أشد منهم قوة وأمثاله . وإنما عدل عن لفظ " ما " النافية إلى " إن " كراهية لاجتماع متماثلين لفظا . قال الزمخشري : " وقد أغث أبو الطيب في قوله :


4048 - لعمرك ما ما بان منك لضارب      ... ... ... ...



وما ضره لو اقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال : " ما إن بان منك " .

قوله : " فما أغنى " يجوز أن تكون " ما " نفيا ، وهو الظاهر أو استفهاما للتقرير . واستبعده الشيخ لأجل قوله : " من شيء " قال : " إذ يصير التقدير : [ ص: 677 ] أي شيء أغنى عنهم من شيء ، فزاد " من " في الواجب ، وهو لا يجوز على الصحيح " . قلت : قالوا تجوز زيادتها في غير الموجب وفسروا غير الموجب بالنفي والنهي والاستفهام ، وهذا استفهام .

قوله : " إذ كانوا " معمول لـ " أغنى " وهي مشربة معنى التعليل أي : لأنهم كانوا يجحدون .

التالي السابق


الخدمات العلمية