صفحة جزء
آ . (13) قوله : وكأين من قرية يريد أهل قرية ، ولذلك راعى هذا المقدر في أهلكناهم فلا ناصر لهم بعد ما راعى المضاف في قوله : " هي أشد " والجملة من " هي أشد " صفة لقرية . وقال ابن عطية : [ ص: 690 ] " نسب الإخراج للقرية ، حملا على اللفظ ، وقال : " أهلكناهم " حملا على المعنى " . قال الشيخ : " وظاهر هذا الكلام لا يصح ; لأن الضمير في " أهلكناهم " ليس عائدا على المضاف إلى القرية التي أسند إليها الإخراج ، بل على أهل القرية ، في قوله : وكأين من قرية [فإن كان أراد بقوله : " حملا على المعنى " أي : معنى القرية من قوله : وكأين من قرية ] فهو صحيح ، لكن ظاهر قوله : " حملا على اللفظ " و " حملا على المعنى " أن يكون في مدلول واحد ، وكان على هذا يبقى " كأين " مفلتا غير محدث عنه بشيء ، إلا أن يتخيل أن " هي أشد " خبر عنه ، والظاهر أنه صفة لـ قرية " . قلت : وابن عطية إنما أراد لفظ القرية من حيث الجملة لا من حيث التعيين .

التالي السابق


الخدمات العلمية