آ . (29) قوله :
محمد رسول الله : يجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر ، لأنه لما تقدم : " هو الذي أرسل رسوله " دل على ذلك المقدر أي : هو أي : الرسول بالهدى
محمد ، و " رسول " بدل أو بيان أو نعت ، وأن يكون مبتدأ أو خبرا ، وأن يكون مبتدأ و " رسول الله " على ما تقدم من البدل والبيان والنعت . "
والذين معه " عطف على " محمد " والخبر عنهم قوله :
أشداء على الكفار .
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر في رواية " رسول الله " بالنصب على الاختصاص ، وهي تؤيد كونه تابعا لا خبرا حالة الرفع . ويجوز أن يكون " والذين " على هذا الوجه مجرورا عطفا على الجلالة أي : ورسول الذين آمنوا معه ; لأنه لما أرسل إليهم أضيف إليهم فهو رسول الله بمعنى : أن الله أرسله ، ورسول أمته بمعنى : أنه مرسل إليهم ، ويكون "
أشداء " حينئذ خبر مبتدأ مضمر أي : هم أشداء . ويجوز أن يكون تم الكلام على " رسول الله " " والذين معه " مبتدأ و "
أشداء " خبره .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن " أشداء ، رحماء " بالنصب : إما على المدح ، وإما على الحال من الضمير المستكن في " معه " لوقوعه صلة ، والخبر حينئذ عن المبتدأ .
قوله :
تراهم ركعا سجدا حالان ; لأن الرؤية بصرية ، وكذلك " يبتغون "
[ ص: 721 ] يجوز أن يكون مستأنفا ، وإذا كانت حالا فيجوز أن تكون حالا ثالثة من مفعول "
تراهم " وأن تكون من الضمير المستتر في "
ركعا سجدا " . وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون " سجدا " حالا من الضمير في "
ركعا " حالا مقدرة . فعلى هذا يكون " يبتغون " حالا من الضمير في " سجدا " فتكون حالا من حال ، وتلك الحال الأولى حال من حال أخرى .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17344ابن يعمر " أشدا " بالقصر ، والقصر من ضرائر الأشعار كقوله :
4081 - لا بد من صنعا وإن طال السفر
فلذلك كانت شاذة . قال الشيخ : " وقرأ
عمرو بن عبيد " ورضوانا " بضم الراء " . قلت : هذه قراءة متواترة قرأها
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم في رواية
أبي بكر عنه قدمتها في سورة آل عمران ، واستثنيت له حرفا واحدا وهو ثاني المائدة .
وقرئ " سيمياؤهم " بياء بعد الميم والمد ، وهي لغة فصيحة وأنشد :
4082 - غلام رماه الله بالحسن يافعا له سيمياء لا تشق على البصر
[ ص: 722 ] وتقدم الكلام عليها وعلى اشتقاقها في آخر البقرة . و "
في وجوههم " خبر "
سيماهم " .
قوله :
من أثر السجود حال من الضمير المستتر في الجار ، وهو "
في وجوههم " .
والعامة " من أثر " بفتحتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وابن هرمز بكسر وسكون ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة " من آثار " جمعا .
قوله : "
ذلك مثلهم " " ذلك " إشارة إلى ما تقدم من وصفهم بكونهم أشداء رحماء لهم سيما في وجوههم ، وهو مبتدأ خبره " مثلهم " و "
في التوراة " حال من مثلهم " والعامل معنى الإشارة .
قوله :
ومثلهم في الإنجيل يجوز فيه وجهان ، أحدهما : أنه مبتدأ وخبره "
كزرع " فيوقف على قوله : " في التوراة " فهما مثلان . وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني : أنه معطوف على " مثلهم " الأول ، فيكون مثلا واحدا في الكتابين ، ويوقف حينئذ على " الإنجيل " وإليه نحا
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، ويكون قوله على هذا : "
كزرع " فيه أوجه ، أحدها : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : مثلهم كزرع ، فسر بها المثل المذكور . الثاني : أنه حال من الضمير في " مثلهم " أي : مماثلين زرعا هذه صفته . الثالث : أنها نعت مصدر محذوف أي : تمثيلا كزرع ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء . وليس بذاك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " ويجوز أن يكون " ذلك " إشارة مبهمة أوضحت بقوله : "
كزرع " كقوله :
وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر " .
[ ص: 723 ] قوله : "
أخرج شطأه " صفة لزرع . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء ، والباقون بإسكانها ، وهما لغتان . وفي الحرف لغات أخرى قرئ بها في الشاذ : فقرأ
أبو حيوة " شطاءه " بالمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي " شطاه " بألف صريحة بعد الطاء ، فاحتملت أن تكون بدلا من الهمزة بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها على لغة من يقول : المراة والكماة بعد النقل ، وهو مقيس عند الكوفيين ، واحتمل أن يكون مقصورا من الممدود .
nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع في رواية " شطه " بالنقل والحذف وهو القياس .
والجحدري " شطوه " أبدل الهمزة واوا ، إذ تكون لغة مستقلة . وهذه كلها لغات في فراخ الزرع . يقال : شطأ الزرع وأشطأ أي : أخرج فراخه . وهل يختص ذلك بالحنطة فقط ، أو بها وبالشعير فقط ، أو لا يختص ؟ خلاف مشهور قال :
4083 - أخرج الشطء على وجه الثرى ومن الأشجار أفنان الثمر
قوله : "
فآزره " العامة على المد وهو على أفعل . وغلطوا من قال : إنه فاعل
nindex.php?page=showalam&ids=16879كمجاهد وغيره بأنه لم يسمع في مضارعه يؤازر بل يؤزر . وقرأ
ابن ذكوان " فأزره " مقصورا جعله ثلاثيا . وقرئ " فأزره " بالتشديد والمعنى في الكل : قواه .
[ ص: 724 ] وقيل : ساواه . وأنشد :
4084 - بمحنية قد آزر الضال نبتها مجر جيوش غانمين وخيب
قوله : "
على سوقه " متعلق بـ " استوى " ، ويجوز أن يكون حالا أي : كائنا على سوقه أي : قائما عليها . وقد تقدم في النمل أن قنبلا يقرأ " سؤقه " بالهمزة الساكنة كقوله :
4085 - أحب المؤقدين إلي موسى ... ... ... ...
وبهمزة مضمومة بعدها واو كقروح ، وتوجيه ذلك . والسوق : جمع ساق .
قوله : "
يعجب الزراع " حال أي : معجبا ، وهنا تم المثل .
قوله : "
ليغيظ " فيه أوجه ، أحدها : أنه متعلق بـ " وعد " ; لأن الكفار إذا سمعوا بعز المؤمنين في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة غاظهم ذلك . الثاني : أن يتعلق بمحذوف دل عليه تشبيههم بالزرع في نمائهم وتقويتهم . قاله
[ ص: 725 ] nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أي : شبههم الله بذلك ليغيظ . الثالث : أنه متعلق بما دل عليه قوله :
أشداء على الكفار إلى آخره أي : جعلهم بهذه الصفات ليغيظ .
قوله : "
منهم " " من " هذه للبيان لا للتبعيض ; لأن كلهم كذلك فهي كقوله :
فاجتنبوا الرجس من الأوثان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : " منهم أي : من الشطء الذي أخرجه الزرع ، وهم الداخلون في الإسلام إلى يوم القيامة " ، فأعاد الضمير على معنى الشطء ، لا على لفظه ، وهو معنى حسن .
[تمت بعون الله سورة