صفحة جزء
آ . (92) قوله تعالى : لن تنالوا : النيل : إدراك الشيء ولحوقه ، وقيل هو العطية ، وقيل : هو تناول الشيء باليد ، يقال : نلته أناله نيلا . قال تعالى : ولا ينالون من عدو نيلا . وأما النول بالواو فمعناه التناول ، يقال : نلته أنوله أي : تناولته ، وأنلته زيدا أنوله إياه أي : ناولته إياه ، كقولك : عطوته أعطوه بمعنى تناولته ، وأعطيته إياه إذا ناولته إياه .

وقوله : حتى تنفقوا بمعنى إلى أن ، و "من " في مما تحبون تبعيضية ، يدل عليه قراءة عبد الله : "بعض ما تحبون " ، وهذه عندي ليست قراءة بل تفسير معنى . "ما " موصولة وعائدها محذوف ، والقول بكونها نكرة موصوفة لا معنى له ، وقد جوز ذلك أبو البقاء فقال : [ "أو نكرة موصوفة ، ولا تكون مصدرية لأن المحبة لا تنفق ، فإن جعلت المحبة بمعنى المفعول جاز على رأي علي " ] يعني يبقى التقدير : من الشيء المحبوب ، وهذان الوجهان ضعيفان ، والأول أضعف .

وقوله : وما تنفقوا من شيء تقدم نظيره في البقرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية