صفحة جزء
آ. (17) قوله: أن أسلموا : يجوز فيه وجهان، أحدهما: أنه مفعول به; لأنه ضمن "يمنون" معنى يعتدون، كأنه قيل: يعتدون عليك إسلامهم مانين به عليك; ولهذا صرح بالمفعول به في قوله: لا تمنوا علي إسلامكم أي: "لا تعتدوا علي إسلامكم" كذا استدل الشيخ بهذا. وفيه نظر; إذ لقائل أن يقول: لا نسلم انتصاب "إسلامكم" على المفعول به، بل يجوز فيه المفعول من أجله، كما يجوز في محل "أن أسلموا" وهو الوجه الثاني فيه، أي: يمنون عليك لأجل أن أسلموا، فكذلك في قوله: لا تمنوا علي إسلامكم وشروط النصب موجودة، والمفعول له متى كان مضافا استوى جره بالحرف ونصبه.

وقوله: أن هداكم كقوله: "أن أسلموا". وقرأ زيد بن علي [ ص: 15 ] "إذ هداكم" بـ "إذ" مكان "أن" وهي تفيد التعليل. وجواب الشرط مقدر أي: فهو المان عليكم لا أنتم عليه وعلي.

التالي السابق


الخدمات العلمية