آ. (4) قوله:
أمرا : يجوز أن يكون مفعولا به، وهو
[ ص: 40 ] الظاهر، وأن يكون حالا أي: مأموره، وعلى هذا فيحتاج إلى حذف مفعول "المقسمات". وقد يقال: لا غرض لتقديره كما في "الذاريات". وهل هذه أشياء مختلفة فتكون الواو على بابها من عطف المتغايرات، فإن الذاريات هي الرياح، والحاملات الفلك، والجاريات الكواكب، والمقسمات الملائكة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "ويجوز أن يراد الريح وحدها لأنها تنشئ السحاب وتقله وتصرفه، وتجري في الجو جريا سهلا". قلت: فعلى هذا يكون من عطف الصفات، والمراد واحد كقوله:
4100 - يا لهف زيابة للحارث الصا بح فالغانم فالآيب
وقول الآخر:
4101 - إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
وهذا قسم جوابه قوله:
إنما توعدون .
آ. (5) و"ما" يجوز أن تكون اسمية، وعائدها محذوف أي: توعدونه، ومصدرية فلا عائد على المشهور، وحينئذ يحتمل أن يكون "توعدون" مبنيا من الوعد، وأن يكون مبنيا من الوعيد لأنه صالح أن يقال: أوعدته فهو يوعد، ووعدته فهو يوعد لا يختلف، فالتقدير: إن
[ ص: 41 ] وعدكم، أو إن وعيدكم. ولا حاجة إلى قول من قال: إن قوله:
لصادق وقع فيه اسم الفاعل موقع المصدر أي: لصدق; لأن لفظ اسم الفاعل أبلغ إذ جعل الوعد أو الوعيد صادقا مبالغة، وإن كان الوصف إنما يقوم بمن يعد أو يوعد.