صفحة جزء
آ. (38) قوله: وفي موسى : فيه أوجه، أحدها: وهو الظاهر أنه عطف على قوله: "فيها" بإعادة الجار; لأن المعطوف عليه ضمير مجرور فيتعلق بـ "تركنا" من حيث المعنى، ويكون التقدير: وتركنا في قصة موسى آية. هذا معنى واضح. والثاني: أنه معطوف على قوله: وفي الأرض آيات أي: وفي الأرض وفي موسى آيات للموقنين، قاله الزمخشري وابن عطية. قال الشيخ : "وهذا بعيد جدا ينزه القرآن عن مثله". قلت: ووجه استبعاده له: بعد ما بينهما، وقد فعل أهل العلم هذا في أكثر من ذلك. الثالث: أنه متعلق بـ "جعلنا" مقدرة لدلالة "وتركنا". قال الزمخشري : أو على قوله - يعني أو يعطف على قوله - وتركنا فيها آية على معنى: وجعلنا في موسى آية كقوله: [ ص: 54 ]

4111 - فعلفتها تبنا وماء باردا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



قال الشيخ : ولا حاجة إلى إضمار "وجعلنا" لأنه قد أمكن أن يكون العامل في المجرور "وتركنا". قلت: والزمخشري إنما أراد الوجه الأول بدليل قوله: " وفي موسى معطوف على وفي الأرض أو على قوله: "وتركنا فيها". وإنما قال: "على معنى" من جهة تفسير المعنى لا الإعراب، وإنما أظهر الفعل تنبيها على مغايرة الفعلين. يعني: أن هذا الترك غير ذاك الترك، ولذلك أبرزه بمادة الجعل دون مادة الترك لتظهر المخالفة.

قوله: إذ أرسلناه يجوز في هذا الظرف ثلاثة أوجه، أحدها: أن يكون منصوبا بآية على الوجه الأول أي: تركنا في قصة موسى علامة في وقت إرسالنا إياه. والثاني: أنه متعلق بمحذوف لأنه نعت لآية أي: آية كائنة في وقت إرسالنا. الثالث: أنه منصوب بـ "تركنا".

قوله: بسلطان يجوز أن يتعلق بنفس الإرسال، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال: إما من موسى، وإما من ضميره أي: ملتبسا بسلطان، وهي الحجة.

التالي السابق


الخدمات العلمية