[ ص: 58 ] آ. (47) قوله:
والسماء بنيناها : العامة على النصب على الاشتغال، وكذلك قوله:
والأرض فرشناها والتقدير: وبنينا السماء بنيناها. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : "أي: ورفعنا السماء" فقدر الناصب من غير لفظ الظاهر، وهذا إنما يصار إليه عند تعذر التقدير الموافق لفظا نحو: زيدا مررت به، وزيدا ضربت غلامه. وأما في نحو "زيدا ضربته" فلا يقدر: إلا ضربت زيدا. وقرأ
أبو السمال nindex.php?page=showalam&ids=13548وابن مقسم برفعهما على الابتداء، والخبر ما بعدهما. والنصب أرجح لعطف جملة الاشتغال على جملة فعلية قبلها.
قوله:
بأيد يجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال. وفيها وجهان، أحدهما: أنها حال من فاعل "بنيناها" أي: ملتبسين بقوة. والثاني: أنها حال من مفعوله أي: ملتبسة بقوة. ويجوز أن تكون الباء للسبب أي: بسبب قدرتنا. ويجوز أن تكون الباء معدية مجازا، على أن تجعل الأيد كالآلة المبني بها كقولك: بنيت بيتك بالآجر.
قوله:
وإنا لموسعون يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل "بنيناها"، ويجوز أن تكون حالا من مفعوله، ومفعول "موسعون" محذوف أي: موسعون بناءها. ويجوز أن لا يقدر له مفعول; لأن معناه "لقادرون"، من قولك: ما في وسعي كذا أي: ما في طاقتي وقوتي.