صفحة جزء
آ. (30) قوله: أم يقولون : قال الثعلبي: "قال الخليل: [ ص: 76 ] كل ما في سورة الطور من "أم" فاستفهام وليس بعطف". وقال أبو البقاء : "أم في هذه الآيات منقطعة". قلت: وتقدم لك الخلاف في المنقطعة: هل تتقدر بـ "بل" وحدها، أو بـ "بل والهمزة"، أو "بالهمزة" وحدها، والصحيح الثاني. وقال مجاهد في قوله: "أم تأمرهم" تقديره: بل تأمرهم. وقرأ: بل هم قوم طاغون بدل "أم هم".

قوله: نتربص في موضع رفع صفة لشاعر. والعامة على "نتربص" بإسناد الفعل لجماعة المتكلمين "ريب" بالنصب. وزيد بن علي "يتربص" بالياء من تحت على البناء للمفعول "ريب" بالرفع. وريب المنون: حوادث الدهر وتقلبات الزمان لأنها لا تدوم على حال كالريب وهو الشك، فإنه لا يبقى، بل هو متزلزل، قال الشاعر:


4118- تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها



وقال أبو ذؤيب:


4119 - أمن المنون وريبه تتوجع     والدهر ليس بمعتب من يجزع



والمنون في الأصل: الدهر. وقال الراغب : "المنون المنية، لأنها [ ص: 77 ] تنقص العدد وتقطع المدد"، وجعل من ذلك قوله: " أجر غير ممنون " أي: غير مقطوع. وقال الزمخشري : "وهو في الأصل فعول من منه إذا قطعه لأن الموت قطوع ولذلك سميت شعوب". و"ريب" مفعول به أي: ننتظر به حوادث الدهر أو المنية.

التالي السابق


الخدمات العلمية