صفحة جزء
آ. (9) قوله: فكان قاب : ههنا مضافات محذوفات يضطر لتقديرها أي: فكان مقدار مسافة قربه منه مثل مقدار مسافة قاب. وقد فعل أبو علي هذا في قول الشاعر:


4127 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وقد جعلتني من حزيمة إصبعا



أي: ذا مقدار مسافة إصبع. والقاب: القدر. تقول: هذا قاب هذا أي: قدره. ومثله: القيب والقاد والقيس. قال الزمخشري : "وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذراع والباع والخطوة والشبر والفتر والإصبع، ومنه: لا صلاة إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمحين. وفي [ ص: 87 ] الحديث: "لقاب قوس أحدكم من الجنة وموضع قده خير من الدنيا وما فيها" ، والقد: السوط. وألف "قاب" عن واو. نص عليه أبو البقاء . وأما "قيب" فلا دلالة فيه على كونها ياء; لأن الواو إذا انكسر ما قبلها قلبت ياء كديمة وقيمة، وذكره الراغب أيضا في مادة "قوب" إلا أنه قال في تفسيره: "هو ما بين المقبض والسية من القوس"، فعلى هذا يكون مقدار نصف القوس; لأن المقبض في نصفه. والسية هي الفرضة التي يخط فيها الوتر. وفيما قاله نظر لا يخفى. ويروى عن مجاهد : أنه من الوتر إلى مقبض القوس في وسطه. وقيل: إن القوس ذراع يقاس به، نقل ذلك عن ابن عباس وأنه لغة للحجازيين.

والقوس معروفة، وهي مؤنثة، وشذوا في تصغيرها فقالوا: قويس من غير تأنيث كعريب وحريب، ويجمع على قسي، وهو مقلوب من قووس، ولتصريفه موضع آخر.

قوله: أو أدنى هي كقوله: أو يزيدون لأن المعنى: فكان بأحد هذين المقدارين في رأي الرائي، أي: لتقارب ما بينهما يشك الرائي في ذلك. وأدنى أفعل تفضيل، والمفضل عليه محذوف أي: أو أدنى من قاب قوسين.

التالي السابق


الخدمات العلمية