صفحة جزء
آ. (23) قوله: إن هي : في "هي" وجهان، أحدهما: أنها ضمير للأصنام، أي: وما هي إلا أسماء ليس تحتها في الحقيقة مسميات في الحقيقة لأنكم تدعون الإلهية لما هو أبعد شيء منها وأشد منافاة لها، كقوله: ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها . والثاني: أن تكون ضمير الأسماء، وهي اللات والعزى ومناة، وهم يقصدون بها أسماء الآلهة، يعني: وما هذه الأسماء إلا أسماء سميتموها بهواكم وشهواتكم ليس لكم على صحة تسميتها برهان تتعلقون به، قاله الزمخشري . وقال أبو البقاء : "أسماء" يجب أن يكون المعنى: ذوات أسماء: لقوله "سميتموها" لأن الاسم لا يسمى.

قوله: إن يتبعون العامة على الغيبة التفاتا من خطابهم إلى الغيبة عنهم تحقيرا لهم. وقرأ عبد الله وابن عباس وطلحة وعيسى بن عمر وابن وثاب بالخطاب، وهو حسن موافق.

[ ص: 98 ] قوله: وما تهوى الأنفس نسق على الظن، و"ما" مصدرية، أو بمعنى الذي.

قوله: ولقد جاءهم من ربهم الهدى يجوز أن يكون حالا من فاعل "يتبعون" أي: يتبعون الظن وهوى النفس في حال تنافي ذلك وهي مجيء الهدى من عند ربهم. ويجوز أن يكون اعتراضا فإن قوله: أم للإنسان متصل بقوله: وما تهوى الأنفس وهي أم المنقطعة فتتقدر بـ "بل والهمزة" على الصحيح. قال الزمخشري : "ومعنى الهمزة فيها الإنكار، أي: ليس للإنسان ما تمنى".

التالي السابق


الخدمات العلمية