صفحة جزء
آ. (32) قوله: الذين يجتنبون : يجوز أن يكون منصوبا بدلا أو بيانا أو نعتا للذين أحسنوا، وبإضمار أعني، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر، أي: هم الذين، وقد تقدم الخلاف في "كبائر" و"كبير الإثم".

قوله: إلا اللمم فيه أوجه، أحدهما: أنه استثناء منقطع لأن اللمم الصغائر، فلم تندرج فيما قبلها، قاله جماعة وهو المشهور. الثاني: أنه صفة و"إلا" بمنزلة "غير" كقوله: لو كان فيهما آلهة إلا الله أي: كبائر الإثم والفواحش غير اللمم. الثالث: أنه متصل وهذا عند من يفسر اللمم بغير الصغائر، والخلاف مذكور في التفسير. وأصل اللمم: ما قل وصغر، ومنه اللمم وهو المس من الجنون، وألم بالمكان قل لبثه به، ألم بالطعام، أي: قل أكله منه. وقال أبو العباس: "أصل اللمم: أن يلم بالشيء من غير أن يركبه يقال: ألم بكذا إذا قاربه، ولم يخالطه". وقال الأزهري: "العرب تستعمل الإلمام في معنى الدنو والقرب". وقال جرير: [ ص: 101 ]

4134 - بنفسي من تجنبه عزيز علي ومن زيارته لمام



وقال آخر:


4135 - متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا     تجد حطبا جزلا ونارا تأججا



وقال آخر:


4136 - لقاء أخلاء الصفاء لمام      . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



ومنه لمة الشعر لما دون الوفرة.

قوله: أجنة جمع جنين، وهو الحمل في البطن لاستتاره. وجنين وأجنة كسرير وأسرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية