صفحة جزء
آ. (39-40) قوله: وأن ليس : هي المخففة أيضا. ولم يفصل هنا بينها وبين الفعل لأنه لا يتصرف. ومحلها الجر أو الرفع أو النصب لعطفها على أن قبلها، وكذلك محل وأن سعيه و يرى مبني للمفعول فيجوز أن يكون من البصرية، أي: يبصر، وأن يكون من العلمية، فيكون الثاني محذوفا، أي: يرى حاضرا، والأول أوضح. وقال مكي : "وأجاز الزجاج "يرى" بفتح الياء على إضمار الهاء، أي: سوف يراه، ولم يجزه الكوفيون لأن سعيه يصير قد عمل فيه "أن" و"يرى" وهو جائز عند المبرد وغيره; لأن دخول "أن" على "سعيه" وعملها يدل على أن الهاء المحذوفة من "يرى"، وعلى هذا جوز البصريون: "إن زيدا ضربت" بغير هاء". قلت: وهو خلاف ضعيف; توهموا أن الاسم توجه عليه عاملان مختلفان في الجنسية، وإنما قلت في الجنسية لأن رأي بعضهم أنه يعمل فعلين في معمول واحد، ومنه باب التنازع في بعض صوره نحو: قام وقعد زيد، وضربت وأكرمت عمرا، وأن يعمل عامل واحد في اسم وفي ضميره معا نحو: "زيدا ضربته" في باب الاشتغال، وهذا توهم باطل لأنا نقول "سعيه" منصوب بـ "أن"، و"يرى" متسلط على ضميره المقدر.

[ ص: 104 ] قلت: فظاهر هذا أنه لم يقرأ به، وقد حكى أبو البقاء أنه قرئ به شاذا، ولكنه ضعفه من جهة أخرى فقال: وقرئ بفتح الياء وهو ضعيف; لأنه ليس فيه ضمير يعود على اسم "أن" وهو السعي، والضمير الذي فيه للهاء، فيبقى الاسم بغير خبر، وهو كقولك: "إن غلام زيد قام"، وأنت تعني: قام زيد، فلا خبر لغلام. وقد وجه على أن التقدير: سوف يراه فتعود الهاء على السعي وفيه بعد. انتهى. وليت شعري كيف توهم المانع المذكور، وكيف نظره بما ذكر؟ ثم أي بعد في تقدير: سوف يرى سعي نفسه؟ وكأنه اطلع على مذهب الكوفيين في المنع إلا أن المدرك غير المدرك.

التالي السابق


الخدمات العلمية